responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسطورة العبوسة المؤلف : الماحوزي، أحمد    الجزء : 1  صفحة : 34

ولو تنزلنا وجارينا من يقول بأن العبس لا يتنافى مع أخلاقه الكريمة ولا يقدح في عصمته، مع ذلك لا يمكن أن نقول بأنه هو المقصود بالعبس في هذه الآيات الكريمة،لكون منشأ العبس والتولي ليس إلا حب التصدي للأغنياء ـ بعد أن بيّنا أن العابس هو المتصدي والمتلهي لا شخص آخر ـ وهذا الحب يلازمه التنفّر عن الفقراء والمستضعفين.

الثالث: أن الرسول مأمور بخفض الجناح للمؤمنين ( واخفض جناحك للمؤمنين )، ومأمور بالإعراض عن المشركين ( فاصدع بما تأمر وأعرض عن المشركين ) وكلا الآيتين من سورة الحجر [1] وقد نزلت قبل سورة عبس، فالالتزام بكون الآية نازلة في الرسول معناه أن الرسول صلى الله عليه وآله أعرض عن المؤمنين وخفض الجناح للمشركين.

الرابع: كان بإمكان الرسول صلى الله عليه وآله أن يلفت انتباه ابن أم مكتوم أنه مشغول مع القوم وأن يأتي له في وقت آخر حتى يكون بخدمته، لا أن يعبس في وجهه ويعرض عنه، ولو كان هكذا لما توانى ابن أبي مكتوم في تلبية طلب الرسول صلى الله عليه وآله، لأنه يرجو من كل قلبه أن يُسلم صناديد قريش


[1]قال تعالى في سورة الحجر ( واخفض جناحك للمؤمنين وقل إني أنا النذير المبين... فاصدع بما تأمر وأعرض عن المشركين )، ومثلها قوله تعالى في سورة القلم ( فاعرض عن من تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا ).

اسم الکتاب : أسطورة العبوسة المؤلف : الماحوزي، أحمد    الجزء : 1  صفحة : 34
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست