responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسطورة العبوسة المؤلف : الماحوزي، أحمد    الجزء : 1  صفحة : 19

الاستغناء لا غير كما هو صريح قوله ( أما من استغنى فأنت له تصدى ) أي أما المتصف بالغنى فله تتعرض، والتصدي أما أن يكون الهدف منه طلب الهداية للغني أو لأجل الاستفادة المادية منه، وإطلاق الآية يشمل الحالتين.

ولذا نجد بعض المسلمين والصحابة في الصدر الأول يتصدون لهداية الأغنياء من الكفار والمشركين، ويتركون هداية الفقراء والمستضعفين، بل هذا السلوك متخذ عند أكثر الرساليين وأصحاب الدعوات والمبادئ على طوال التاريخ، من تركيزهم على الأغنياء وأصحاب الجاه والثروة والسمعة الاجتماعية وتركهم للفقراء والمستضعفين، توهماً وظناً بأن هداية أصحاب الأموال والسمعة هي المجدية لنشر الرسالة والهداية.

وهناك سلوك آخر لدى الكثير ومنهم بعض الصحابة، من تصديهم للأغنياء وأصحاب الجاه طمعاً في أموالهم أو مداهنة لهم، مع عدم المبالاة بإيمانهم أو محاولة هدايتهم.

فقوله تعالى ( أما من استغنى فأنت له تصدى ) بيان حال السلوك الأول، وقوله ( وما عليك ألا يزكى ) إشارة إلى السلوك الثاني، وتأكيد على أن هذا العابس لا يتصدى للأغنياء ويترك الفقراء من أجل هدايتهم بل يتصدى لهم لمكان غناهم ولا يهمه بعد ذلك آمنوا أو لم يؤمنوا، وكلا السلوكين يرفضهما القرآن

اسم الکتاب : أسطورة العبوسة المؤلف : الماحوزي، أحمد    الجزء : 1  صفحة : 19
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست