responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسطورة العبوسة المؤلف : الماحوزي، أحمد    الجزء : 1  صفحة : 11

قال الأصمعي: إذا زَوى [1] ما بين عينيه فهو قاطب وعابس، فإذا كشر عن أنيابه مع العبوس فهو كالح، فإذا زاد عبوسه، فهو باسر ومُكفَهِرٌّ، وإذا كان عبوسه من الهم فهو ساهم، فإذا كان عبوسه من الغيظ وكان مع ذلك منتفخاً فهو مُبرطم [2].

فكلما تحقق العبس لا بد وأن يتحقق الضيق الصدري وعدم الاشتهاء النفسي أولاً ثم يظهر أثر ذلك على قسمات الوجه، وهو في بعض موارده ملازم للتكبر والتعالي ولذا قال الله تعالى في حق الوليد بن المغيرة ( ثم عبس وبسر ثم أدبر واستكبر ) وهو صفة ذميمة ولو وقع من الإنسان مرة واحدة، لاستلزامه الاستهانة والاستخفاف بالآخرين.

العبس وعدم الشعور به

وكون الأعمى لا يشعر بالعبوس لا يعني عدم قبحه، فعدم معرفة الانسان من اغتابه لا تجعل الغيبة من المباحات، مع أنّا لا نسلم أن ابن أم مكتوم لم يشعر بعملية العبس من قبل العابس، إذ لم يقتصر هذا العابس بالعبس بل أعرض وتولى، فإن كان المعبوس في وجهه أعمى لم ير العبس فإن تولى العابس عنه مما لا يخفى عليه كما أن رؤية الحاضرين عملية العبس كافية في الحكم بقبحها شعر بذلك المعبوس في وجهه أم لا.


[1]أي تقبض وتكلّح.

[2]فقه اللغة وسر العربية: 139.

اسم الکتاب : أسطورة العبوسة المؤلف : الماحوزي، أحمد    الجزء : 1  صفحة : 11
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست