اسم الکتاب : اعلام النساء المؤمنات المؤلف : الحسّون، محمد الجزء : 1 صفحة : 713
قال محمّد علي عابدين في كتابه « علي بن الحسين الأكبر عليه
السلام » : أما والدته فهي السيّدة ليلى الثقفية ، وهي عربيّة الأصل كما
يوحي نسبها إلى بني ثقيف ، ذات الشهرة والصيت الذائع في الطائف وكلّ بقاع
الأرض العربية .
السيّدة ليلى هذه نالت من الإيمان والحظوة لدى الله سبحانه وتعالى ،
بحيث وُفّقت لأن تكون مع نساء أهل بيت النبوة تعيش أجواء التُقى والإيمان ،
وتعيش آلام آل الرسول وآمالهم ، وتشاطر الطاهرات أفراحهنّ وأتراحهنّ ، وقد
ظفرتْ بتوفيق كبير آخر حيث أضحت وعاءً لأشبه النساء طرّاً برسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم .
فهي امرأة رشيدة ، جليلة القدر ، سامية المنزلة ، عاليّة المكانة ،
رفيعة الشرف في الأوساط الإجتماعيّة ، كيف لا وهي زوجة سبط سيّد المرسلين
وسيّد شباب أهل الجنة أبي عبدالله الحسين عليه السلام .
ونرى من الضروي التحدّث عن أبيها عروة بن مسعود الثقفي ، وعن والدتها .
فوالدتها هي ميمونة بنت سفيان بن حرب بن اُميّة ، أي أنّ أباسفان
يُعدّ جداً لليلى ، بيد أنّ شوائب اُميّة لم تمسّ من ليلى أو تؤثّر بقدر
تأثير العنصر العربي الثقفي فيها ، ونسبتها هذه لبني اُميّة كانت مسوغاً
للجيش الأموي بكربلاء كيما يستميل علي الأكبر إلى جهته باُسلوب مضحك هزيل ،
وبمجادلة فاشلة .
ومن المعروف جيّداً مبلغ المعاناة من جراء جهل أهل الطائف لهذا
الداعيّة المحررّ ، فقد عاد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم من الطائف وهو
متعب ومخضب بالدم ، فلم يستجب لدعوته أحد قط ، سوى رجل واحد تبع أثره ولحق
به ولا يعرف غيره ، ثم أنّه اتّصل به فأسلم وحسن اسلامه ، ذلك هو قطب ثقيف
والد السيّدة ليلى ، التي لا يُعرف ما إذا كانت مولودة أو غير مولودة في
تلك الفتره ، إنّه عروة بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن
عوف بن ثقيف ، شهد صلح الحديبية .
فعروة زعيم من زعماء العرب ، وسيّد من سادة قومه ، فأحسن السيادة ،
وهو رابع أربعة من العرب سادوا قومهم كما ورد عن النبيّ صلى الله عليه وآله
وسلم قوله حول عروة والثلاثة الآخرون :
اسم الکتاب : اعلام النساء المؤمنات المؤلف : الحسّون، محمد الجزء : 1 صفحة : 713