responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام المهدى« عليه السلام» و الظواهر القرآنية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 3

مقدّمة المركز:

بسم الله الرحمن الرحيم‌

الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على خير خلقه محمّد وآله الطاهرين.

إنَّ المنهج العقلي في إرفاد الفكر الإنساني ثقافياً وعقائدياً وسلوكياً وإن كان صحيحاً وضرورياً إلَّا أنَّ قاعدة الاستقطاب عنده محدودة إلَّا للثلّة القليلة من الناس، وهذه لا تشكّل أساساً اجتماعياً عريضاً ومع ذلك فقد دعى إلى هذا المنهج القرآن الكريم حيث قال:(قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنى‌ وَ فُرادى‌ ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذابٍ شَدِيدٍ) (سبأ: 46)، وذلك لتأسيس أدلّة عقلية وأسس برهانية على كلّ مطالبه الاعتقادية.

ولكن القرآن لم يكتف بهذا، بل استخدم أساليب أخرى أجدى نفعاً وأكثر شمولية فبدلًا من تحميل الفكرة على الذات الإنسانية من خلال استعمال القياسات المنطقية والأرسطية بادر القرآن إلى استنطاق الوجدان الإنساني ومحاولة خلق الفكرة في الذات الإنسانية عبر فتح المنافذ لتحرّك الوجدان وتعبيد الطريق من أجل بيان المسار الصحيح، فلا يبقى للإنسان إلَّا الالتفات إلى نداء الوجدان ليرى الحقيقة ساطعة أمامه سطوع الشمس في رابعة النهار.

ومن الواضح أنَّ الوصول والانفتاح إلى عالم الوجدان أسرع وأيسر من الوصول إلى عالم العقول والاستنتاجات الأرسطية التي قد تكبو وتنحرف في مقدّماتها بتأثير العقل الجمعي ومحاكات الآخرين، ولهذا فقد أكثر القرآن‌

اسم الکتاب : الإمام المهدى« عليه السلام» و الظواهر القرآنية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 3
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست