responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام المهدى« عليه السلام» و الظواهر القرآنية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 183

التأويل، ولكن كأنَّما الدرجة التي كانت لدى الخضر من علم التأويل والعلم اللدنّي لم تكن لدى النبيّ موسى، على رغم أنَّه ما كان لديه وحي الشريعة ووحي النبوّة، والنبيّ موسى عليه السلام كان من أولي العزم وشريعته ناسخة للشرائع التي قبله.

العلم اللدنّي وعلم التأويل عند الإمام المهدي عليه السلام:

إنَّ النبيّ موسى رغم كونه صاحب شريعة ناسخة للشرائع السابقة إلَّا أنَّ هذا الوحي وهذا العلم بالشريعة الوحياني النبوي مغاير للعلم اللدنّي وعلم التأويل، وقد حار المفسّرون في كيفية تفسير هذه الظاهرة، حيث إنَّ في مطلعها قول النبيّ موسى عليه السلام للخضر عليه السلام:(هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى‌ أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً) (الكهف: 66)، فالعلم اللدنّي يغاير العلم بالشريعة.

وتُستخلص حقيقة عظيمة من هذه السورة، ويجب أن يفهمها كلّ مسلم، وهي أنَّ كلّ شريعة لها تأويل في مقام التطبيق والإقامة، ولا يستطيع أن يطبّقها بحقيقة تأويلها إلَّا حاكم زوّد بالعلم اللدنّي الإلهي. وهذه السورة تبرز لنا ضرورة عقائدية وهي أنَّه كلّ شريعة لا بدَّ لها من حاكم إلهي، حاكم منصوب من قبل الله، إمام منصوب من قبل الله تعالى مزوّد بالعلم اللدنّي، فهو الذي يستطيع أن يطبّق هذه الشريعة بتطبيق لدنّي إلهي لا يخطي الحقائق والصواب قيد شعرة.

أنظر هنا صاحب الشريعة النبيّ موسى كيف قد تفاجأ واستغرب واستنكر تطبيقات يقوم بها الخضر، وربَّما حسبها أنَّها تتنافى مع ضوابط الشريعة، لكن بعد أن أوَّل له الخضر:(سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ ما لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً) (الكهف: 78)، زال استنكار النبيّ موسى، أي إنَّه قد رأى أنَّ كلّ‌

اسم الکتاب : الإمام المهدى« عليه السلام» و الظواهر القرآنية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 183
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست