responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام المهدى« عليه السلام» و الظواهر القرآنية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 114

الأسباب الملكوتية:

قال تعالى:(اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هذا فَأَلْقُوهُ عَلى‌ وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً وَ أْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ) (يوسف: 93)، يبيّن القرآن الكريم هنا أيضاً أنَّ النبيّ يوسف وأولياء الله يقومون بتدبير أدوارهم في جملة من المواقع بالأسباب الطبيعية، لكنَّه بتدبير نظمي ربّاني يفوق وعي البشر وعلمهم، ولكنَّه بأسباب طبيعية وبأسباب مجريات كما قيل: (أبى الله أن يجري الأمور إلَّا بأسبابها)، ولكن لهم أيضاً في جملة تدبيرهم من الأسباب الخفية أو ربَّما يطلق عليها بأسباب الملكوت، فهنا ليست بمقام الإعجاز أو في مقام الاحتجاج، بل هي كرامة، لكنَّها كرامة تدبيرية في أدوار النبيّ يوسف خارجة عن ظاهر الأسباب الطبيعية.

(وَ لَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْ لا أَنْ تُفَنِّدُونِ) (يوسف: 94)، يستعظم أكثر من يخلد إلى الحسّ وسجن الحسّ وأصالة الحسّ والمادة مثل هذه الظواهر أو يتنكَّر لمثل هذه الموارد، وربَّما يصعب عليه الإذعان بها،(قالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ* فَلَمَّا أَنْ جاءَ) (يوسف: 95 و 96)، لاحظ أنَّه لا زال الذين يستهزئون بالانتظار للفرج في خصومتهم ومشادتهم ومواجهتهم لعقيدة الانتظار للفرج التي كان رسَّخها وسنَّها النبيّ يعقوب، عقيدة الانتظار والأمل بوليّ الله المصلح الغائب ظهوراً وليس الغائب حضوراً، فهم يعتبرونه ضلالًا، وهذه دروس قرآنية عظيمة تعطى للمؤمنين. مفادها أنَّ رغم استهزاء وتهريج المكذّبين والمنكرين لآيات الله ولحقائق القرآن في وجود المصلح المنقذ المنجي للبشرية الذي‌(لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ)، هذا الوعد الإلهي والإيمان به لا يزلزله ذلك التهريج وذلك الاستنكار وتلك الخصومة وتلك المعاداة عن‌

اسم الکتاب : الإمام المهدى« عليه السلام» و الظواهر القرآنية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 114
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست