responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مباحث حول النبوات المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 19

حيث تعظمون الله بتعظيم صور عباده المطيعين له تزرون على رب العالمين؟ قال: فسكت القوم بعد أن قالوا: سننظر في أمورنا.

ثم قال رسول الله (ص) للفريق الثالث: لقد ضربتم لنا مثلًا وشبهتمونا بأنفسكم ولا سواء، وذلك لأنا عباد الله مخلوقون مربوبون نأتمر له فيما أمرنا، وننزجر عما زجرنا، ونعبده من حيث يريده منا، فإذا أمرنا بوجه من الوجوه أطعناه ولم نتعد إلى غيره مما لم يأمرنا ولم يأذن لنا، لأنا لا ندري لعله أراد منا الأول وهو يكره الثاني، وقد نهانا أن نتقدم بين يديه، فلما أمرنا أن نعبده بالتوجه إلى الكعبة أطعنا ثم أمرنا بعبادته بالتوجه نحوها في سائر البلدان التي نكون بها فأطعنا، فلم نخرج في شي‌ء من ذلك عن اتباع أمره، والله عَزَّ وَجَلَّ حيث أمرنا بالسجود لآدم لم يأمر بالسجود لصورته التي هي غيره فليس لكم أن تقيسوا ذلك عليه، لأنكم لا تدرون لعله يكره ما تفعلون إذ لم يأمركم به؟ ثم قال لهم رسول الله (ص): أرأيتم لو أذن لكم رجل في دخول داره يوما بعينه ألكم أن تدخلوها بعد ذلك بغير أمره؟ أو لكم أن تدخلوا دارا له أخرى مثلها بغير أمره؟ أو وهب لكم رجل ثوبا من ثيابه أو عبدة من عبيده أو دابة من دوابه ألكم أن تأخذوا ذلك؟ فإن لم تأخذوه أخذتم آخر مثله قالوا: لا، لأنه لم يأذن لنا في الثاني كما أذن لنا في الأول، قال: فأخبروني: الله أولى بأن لا يتقدم على ملكه بغير أمره أو بعض المملوكين؟ قالوا. بل الله أولى بأن لا يتصرف في ملكه بغير إذنه، قال: فلم فعلتم، ومتى أمركم أن تسجدوا لهذه الصور؟ قال: فقال القوم: سننظر في أمورنا و سكتوا.

اسم الکتاب : مباحث حول النبوات المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 19
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست