responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إسلام معية الثقلين لا المنسلخ المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 27

الحكيم، حيث ما وصف الحس بأنه ظن إلّا لأجل أنه صوعد به إلى درجة أعلى من مستواه، فحينئذ يعبر عنه بأنه تمسكٌ بالظن.

ثمّ يعقب القرآن الكريم ب-(إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً) [1](وَ قَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَ ما قَتَلُوهُ وَ ما صَلَبُوهُ وَ لكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَ إِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّباعَ الظَّنِّ وَ ما قَتَلُوهُ يَقِيناً) [2] فالقرآن الكريم سماه اتّباعاً للظن مع أنهم رأوه بامّ أعينهم مقتولًا مصلوباً، نعم الحس يقين ضمن دائرته المحدودة، وأما لو حاولنا توسيع هذه الدائرة لنتمسك بالحس في تلك الدائرة الوسيعة فحينئذٍ يكون التمسك تمسكاً بالظن وليس تمسكاً باليقين.

وبمثال آخر: لو كان عندنا مصباح ذو درجة (100 واط) فإذا أريد له أن يضي‌ء فإنّ إضاءته في دائرته المحدودة إضاءة جيدة يمكن أن تستعلم الأشياء في ضمن تلك الدائرة بذلك الضوء، أما إذا أريد له أن يضي‌ء مساحة أكبر ودائرة أوسع فإنّ نوره يكون متشابكاً مع الظلام، فيضعف نوره ويصير كالظلمة، فالاستصباح بما ليس ذا قوة شديدة لا يري إلّا مساحة قريبة، أما البعيدة فلا، ونفس النور يلبس ويشبه الأشياء في البعد الشاسع والدائرة الأوسع، بل في دائرته المحدودة أيضاً لو اريد به للأشياء النواعم الظريفة.


[1]- النجم: 28.

[2]- النساء: 157.

اسم الکتاب : إسلام معية الثقلين لا المنسلخ المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 27
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست