responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث في الإجتهاد و التقليد الأصولي المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 122

ومن صور التكافل الرجوع الى اهل الخبرة والاختصاص فالفقيه يرجع الى الطبيب اذا مرض والطبيب يرجع الى الفقيه في الاحكام الشرعية وهكذا باقي التخصصات.

وكذلك هذا الرجوع ليس هو رجوع مطلق وبلا قيود بل هو رجوع وفقا لقيود، وهو كون المادة المرجوع اليها نظرية لا انها بديهية فاذا كانت بديهية وواضحة فلا معنى للرجوع الى الغير.

فلا فرق حينئذ بالرجوع الى اهل الخبرة في التخصصات النظرية بين الطب او الفقه او غيره، غاية الامر ان الجاري على الالسن تسمية الرجوع الى التخصصات بالرجوع الى اهل الخبرة والرجوع الى الفقيه بالرجوع بالتقليد.

الدليل الثاني: القرآن الكريم:

حيث استدل به جمع من الاعلام وانكر الاستدلال به جمع اخر، وهذا الدليل هو عبارة عن الاستدلال بمجموعة ايات منها:

الآية الأُولى: آية النفر:(وَ ما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) [1].

الآية الثانية: اية السؤال:(فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) [2].

تقريب الاستدلال بآية النفر:

ان الاية تصدرت بكلمة (لولا) الدالة على التحضيض وهي دخلت على الفعل الماضي فتفيد توبيخا على ترك الافعال التي وردت في الاية وهي (النفر والتفقه والانذار والحذر).

فالانذار من الفقيه للعامي واجب بدلالة الاية اذ هو احد غايتي وجوب النفر بالاضافة الى الغاية الاخرى وهو التفقه، وتدل الاية على وجوب الحذر بعد انذار الفقيه للعامي ومعنى الحذر هو التوقي عن المخالفة العملية للشريعة، وحجية قوله مستمده من تسمية ذلك انذارا.

كما ان الاية امضاء لنفس القاعدة التي اشرنا لها في الدليل الاول وهي قاعدة في النظم المدني في طبيعة البشر.

تقريب الاستدلال باية السؤال:

ان المطلوب في الاية الكريمة وجوب السوال على الجاهل حتى يعلم الجواب من العالم، وهذا ينطبق كليا على حجية رجوع الجاهل بالاحكام الشرعية للفقيه بالفتوى للعمل بها.


[1] سورة التوبة: الآية 122.

[2] سورة النحل: الآية 43.

اسم الکتاب : بحوث في الإجتهاد و التقليد الأصولي المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 122
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست