responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التوحيد في المشهد الحسيني و انعكاسه على خارطة مسؤوليات العصرالراهن المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 76

التعاطي والتعامل والخفّة لا يقصد بها سرعة الحركة، بلْ هي تشير إلى عدم الثقل له لدى الآخرين وهُوَ عدم الوزن أيّ لا يقام لهذا المُتعاطي وزناً، وكأنَّ العين لا تحسب له حساباً ولا تقيم له وزناً، وَهَذا معنى عظيم وحس أمني خطير لا يمكن أنْ يعمله كُلّ أحد وهو في الحقيقة هبة إلهية وسرّ إلهي.

لذلك كثير مِنْ القصص الَّتِي تروى عَنْ أشخاص تشرفوا برؤية الإمام صاحب الزمان (عج)، أنَّهم إنما التفتوا إلى أنَّ هَذا هُوَ الإمام (عج) بَعْدَ أنْ ذهب أو اختفى عنهم؛ وَأنَّهُ لمْ يشعرهم أنَّه هُوَ الإمام، والإمام أعطاهم إشارات خفيّة أو لطيفة، ولكن للطفاتها ودقّتها لمْ يلتفتوا إليها- نَعَمْ مَنْ يدّعي الرؤية بداعي إظهار أنَّه وسيط مَعَ الإمام (عج) فَهُوَ كاذب مُفتر-.

خفاء التدبير بلا خفاء للمدبر:

كذلك اللطف هُوَ عبارة عَنْ تعاطي لمعانٍ دقيقة، لا يفهمها كُلّ أحد فالعبارات اللطيفة الدقيقة الَّتِي تلقى لا يفهمها عامّة الناس، بلْ يفهمها الخواص أو خواص الخواص، فيكون التلطّف هُوَ فِي الكلام بقدر السُّؤال مَعَ عدم الزيادة، والكلام بشكل إجمالي ومُقتضب، أو بشكل بسيط وسلس وغير مُعقّد لأنَّ التعقيد يزيد السُّؤال.

فالتلطّف وعدم إشعار الآخرين هُوَ إشارة للحسّ الأمني العالي الذي مارسه أصحاب الكهف كذلك الخضر حينما جاء إليه موسى يتعلّم منه، حَيْثَ كَانَ بين موسى (ع) وبين الخضر (ع) موعد ولا يُتصور أنَّ الخضر تخلّف عَنْ الموعد، كما لمْ يتخلّف موسى (ع)، ولكن الذي حصل أنَّ موسى لمْ يطّلع عَلَى العَلامة حين وقوعها وهي اتخاذ الحوت سبيله سرباً، وحينها كَانَ‌

اسم الکتاب : التوحيد في المشهد الحسيني و انعكاسه على خارطة مسؤوليات العصرالراهن المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 76
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست