responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التوحيد في المشهد الحسيني و انعكاسه على خارطة مسؤوليات العصرالراهن المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 62

وَهَذا وغيره مِنْ الإشارات تُشير إلى أنَّ الإمام كَانَ يستخدم أسلوب التقيّة الأمنية في التحرُّك والنشاط ممّا يقلق السُّلطة العباسية الَّتِي تتحسّس وتستشعر نمو قُوّة مناهضة لدى الصادق (ع) تشكّل خطورة عَلَى بقاء السُّلطة العباسية، فتقيته ليست سلبية سكون وضعف واستكانة ووهن بلْ كَانَ يستعمل أسلوب الحرب الباردة، حَيْثَ كَانَ في معرض توزان القوة أو المواجهة مَعَ المنصور بين الحين والآخر، كُلّما توفَّر ظرف العمل والكلام ليُعطي درساً، لكلِّ الأجيال أنَّ التقية هي عنوان ثانوي (عنوان اضطراري) وحكم اضطراري، فلا تستلزم عدم رعاية الواجب الأولي قدر المستطاع وبقدر المتاح مِنْ آليات متنوّعة خفيّة لا يهتدي إليها الخصم العدو فضلًا عما إذَا ما ارتفع ظرفها فِي بَعْض الجهات والزوايا أو المراحل وزالت شرائطها أو بعض شرائطها، فتعود العناوين والأحكام الأولية إلى الرعاية التامّة، فالضرورات تقدّر بقدرها ولا تزعزع ملاكات المصالح الأصلية في الدِّين والشرع.

وتقدير هذهِ الظروف تبقى للمؤمن الواعي الحركي المُلتزم بمسؤوليته وَهُوَ الذي يقدر الزمان ويوازن بين التقيّة والحفاظ عَلَى النفس مِنْ جهة، وَمِنْ جهة الحفاظ عَلَى الدِّين والمذهب.

فلينظر المؤمن المُتفرِّس في هذهِ القصص ليرى كيف كَانَ الإمام (ع) دؤوب فِي البناء والتدبير ويواجه ويُجاهد ليقابل نظام عدوه كُلّما وجدت طرق وأساليب تشكِّل فُرصاً بالغة الأهمية.

عبر ودروس مِنْ حياة الإمام عليه السَّلام:

وهُنا نذكر قصة للإمام (ع) في حياة أبيه الباقر (ع) بتوجيه منه (ع) حَيْثَ خطب الناس في موسم الحج خطبة سياسية، هي بمثابة إعلان لحرب باردة

اسم الکتاب : التوحيد في المشهد الحسيني و انعكاسه على خارطة مسؤوليات العصرالراهن المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 62
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست