responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التوحيد في المشهد الحسيني و انعكاسه على خارطة مسؤوليات العصرالراهن المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 217

الحسن (ع) فضلًا عَنْ باقي المؤمنين، وهذهِ في الواقع محنة مِنْ أشدّ المحن الَّتِي لمْ يواجهها أحد قبله ولا بعده مِنْ المعصومين (عليهم السلام) أو واجهوها ولكن بنسبة أقل، فالإمام أمير المؤمنين (ع) كانت محنته مَعَ أهل الجمل وأهل النهروان وأهل صفين وكلهم يعتبرون مِنْ الأعداء.

أمَّا محنة الإمام الحسن فكانت مَعَ المحبين والموالين بلْ والحواريين، وهذهِ السنة كانت مِنْ رسول الله (ص) حَيْثُ تمرّد بعض الصحابة كالثاني وغيره الذين سببوا تمرّد الصحابة في صلح الحديبية ولكن لمْ تتبلور وم تّتضح سنة رسول الله (ص) بشكل كامل، إلّا عَلَى يد الإمام الحسن (ع).

وَهُوَ (ع) كَانَ ليّناً سهلًا سمحاً مَعَ الأطراف المُختلفة استوعب الجميع دون الاستجابة لهم، بلْ استوعب حتّى الأعداء، وهذهِ الآلية صعبة عَلَى مُستوى التنظير فضلًا عَنْ التطبيق، فكيف يكون للإنسان حزماً ويكون له في نفس الوقت لين «حزماً في لين» [1] وَهُوَ خلط وقع فيه الكثير مِنْ المُتدينين بين ما هُوَ ثابت وبين آلية الثابت، فثبات المبدأ لا يعني (ثبات الآلية) للمبدأ.

للبيت رب يحميه:

وَمِنْ الأُمور الَّتِي إلى الآن لمْ تتبلور ولم يستطع هضمها الكثير مِنْ المُتدينين، هي قصّة عبدالمطلب مَعَ إبرهة وبالأخص حينما قَالَ عبدالمطلب (ع): «لست برب البيت الذي قصدت لهدمه، وأنا ربّ سرحي الذي أخذه أصحابك، فجئت أسألك فيما أنا ربه، وللبيت رب هُوَ أمنع له مِنْ الخلق كلهم وأولى به منهم، فَقَالَ الملك: ردّوا عليه سرحه، وانصرف عبدالمطلب إلى مكَّة» [2].


[1] شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد: ج 148: 10.

[2] أمالي المُفيد: 184.

اسم الکتاب : التوحيد في المشهد الحسيني و انعكاسه على خارطة مسؤوليات العصرالراهن المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 217
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست