اسم الکتاب : التوحيد في المشهد الحسيني و انعكاسه على خارطة مسؤوليات العصرالراهن المؤلف : السند، الشيخ محمد الجزء : 1 صفحة : 145
عَلَى ظهر
البعير ويلزمه فشبه الذين يعرفون الشيء ويلزمونه به وفي الحديث إذا كانت فتنة فكن
حلس بيتك أيّ الزمه ولا تزايله» [1].
فظهر مِنْ
هذهِ التعاريف اللغوية أنَّ معنى الحلس أمَّا معنى الخفاء أو الثبات والمُلازمة
عَلَى الشيء وكلا المعنيين بهدف عدم الاغترار والانجرار إلى أطراف النزاعات
والفتن والاختلافات، بلْ الثبات واللزوم عَلَى ما كَانَ عليه، فلا يزايل هويته
وانتماءه الذي كَانَ عليه بانتماءات حادثة ومتولّدة، وبذلك يقرب هَذا المعنى مِنْ
المعنى السابق.
- وَمِنْ
ثمَّ وَرَدَ الحلس كما في لسان العرب بمعنى العهد، تقول: «أحلستُ فلاناً إذا
أعطيته حلساً أيّ عهداً» [2] وَهَذا
المعنى أيضاً يقرب مِنْ معنى اللزوم والثبات وعدم الانحراف؛ وذلك لقوة مراعاة
السِّرية والكتمان والإخفاء والتستر لا بالسكون والركود والقعود والابتذال، وجعل
النفس بذلة مبتذلة في أيدي العابثين والمعتدين.
- وفي
مجمع البحرين بَعْدَ ما ذكر تلك المعاني المُتقدمة لغةً، قال: «هَذا هُوَ الأصل
والمعنى الزموا بيوتكم لزوم الأحلاس ولا تخرجوا منها فتقعوا في الفتنة والحلس بكسر
اللام الشجاع» [3].
- وفي تاج
العروس: «وَمِنْ المجاز الحلس: الكبير مِنْ الناس للزومه محله ولا يزايله»
[4].