responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الروضة في فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام المؤلف : القمي، شاذان بن جبرئيل    الجزء : 1  صفحة : 206

فَقُلْنَا لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، دَنَتِ الصَّلَاةُ وَ لَيْسَ عِنْدَنَا مَاءٌ نَتَوَضَّأُ بِهِ، فَقَامَ (عليه السلام) وَ جَاءَ إِلَى مَوْضِعٍ مِنْ تِلْكَ الْأَرْضِ فَرَفَسَ بِرِجْلِهِ، فَنَبَعَتْ عَيْنُ مَاءٍ عَذْبٍ، قَالَ: فَدُونَكُمْ وَ مَا طَلَبْتُمْ، وَ لَوْ لَا طَلِبَتُكُمْ لَجَاءَنَا جَبْرَئِيلُ (عليه السلام) بِمَاءٍ مِنَ الْجَنَّةِ قَالَ: فَتَوَضَّأْنَا وَ صَلَّيْنَا، وَ وَقَفَ يُصَلِّي إِلَى أَنِ انْتَصَفَ اللَّيْلُ ثُمَّ قَالَ: خُذُوا مَوَاضِعَكُمْ، سَتُدْرِكُونَ الصَّلَاةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) أَوْ بَعْضَهَا ثُمَّ قَالَ: يَا رِيحُ، احْمِلِينَا فَإِذَا نَحْنُ فِي الْهَوَاءِ ثُمَّ سِرْنَا مَا شَاءَ اللَّهُ فَإِذَا نَحْنُ بِمَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ وَ قَدْ صَلَّى مِنَ الْغَدَاةِ رَكْعَةً وَاحِدَةً، فَقَضَيْنَاهَا وَ كَانَ قَدْ سَبَقَنَا بِهَا رَسُولُ اللَّهِ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم). ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا، وَ قَالَ:

يَا أَنَسُ، تُحَدِّثُنِي أَمْ أُحَدِّثُكَ؟ قُلْتُ مِنْ فَمِكَ أَحْلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم):

قَالَ: فَابْتَدَأَ بِالْحَدِيثِ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ، كَأَنَّهُ كَانَ مَعَنَا، قَالَ:

يَا أَنَسُ، اشْهَدْ لِابْنِ عَمِّي بِهَا إِذَا اسْتَشْهَدَكَ بِهَا، فَقُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: فَلَمَّا تَوَلَّى أَبُو بَكْرٍ الْخِلَافَةَ أَتَى عَلِيٌّ، إِلَيَّ وَ كُنْتُ حَاضِراً مَعَ أَبِي بَكْرٍ وَ النَّاسُ حَوْلَهُ.

قَالَ: يَا أَنَسُ، أَ لَسْتَ تَشْهَدُ لِي بِفَضِيلَةِ الْبِسَاطِ، وَ يَوْمِ عَيْنِ الْمَاءِ، وَ يَوْمِ الْجُبِّ؟

فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَدْ نَسِيتُ لِكِبَرِي.

قَالَ: فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ: يَا أَنَسُ، إِنْ كُنْتَ كَتَمْتَهُ مُدَاهَنَةً بَعْدَ وَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) لَكَ.

فَرَمَاكَ اللَّهُ بِبَيَاضٍ فِي وَجْهِكَ، وَ لَظًى فِي جَوْفِكَ، وَ عَمًى فِي عَيْنَيْكَ، فَمَا قُمْتُ مِنْ مَوْضِعِي حَتَّى بَرَصْتُ، وَ عَمِيتُ.

وَ أَنَا الْآنَ لَا أَقْدِرُ عَلَى الصِّيَامِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ وَ لَا غَيْرِهِ، لِأَنَّ الزَّادَ لَا يَبْقَى فِي جَوْفِي، وَ لَمْ يَزَلْ أَنَسٌ عَلَى ذَلِكَ، حَتَّى مَاتَ بِالْبَصْرَةِ [1].


[1] عنه البحار: 41/ 217 ح 31، و عن الفضائل: 164، إثبات الهداة: 1/ 524 ح 147، و البرهان:

2/ 457 ح 15، و مدينة المعاجز: 1/ 185 ح 110، و رواه السيد ابن طاووس في سعد السعود:

115، باسناده إلى عبد الرزاق (مثله)، و المناقب لابن شهر آشوب: 2/ 337، من كتاب ابن بابويه، باسناده عن جابر و أنس (مثله)، الطرائف 21، العمدة لابن بطريق: 194، نقل عن الكتابين المجلسي في البحار: 39/ 149 ح 14.

اسم الکتاب : الروضة في فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام المؤلف : القمي، شاذان بن جبرئيل    الجزء : 1  صفحة : 206
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست