مَنْ يُحْيِينِي.
قَالَ: فَالْتَفَتَ الْإِمَامُ (عليه السلام) إِلَى صَاحِبِهِ، وَ قَالَ لَهُ: امْضِ إِلَى أَهْلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ، قَالَ: يَا مَوْلَايَ، وَ اللَّهِ مَا أُفَارِقُكَ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِالْأَجَلِ مِنْ عِنْدِهِ [1].
فَلَعَنَ اللَّهُ مَنِ اتَّضَحَ لَهُ الْحَقُّ، فَجَعَلَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ الْحَقِّ سِتْراً، وَ لَمْ يَزَلْ مَعَ عَلِيٍّ (عليه السلام)، حَتَّى قُتِلَ بِصِفِّينَ.
ثُمَّ إِنَّ أَهْلَ الْكُوفَةِ رَجَعُوا إِلَى الْكُوفَةِ، وَ اخْتَلَفُوا أَقْوَالًا فِيهِ (عليه السلام) [2]
. (130) (حديث علي أعلم الناس)
وَ بِالْإِسْنَادِ- يَرْفَعُهُ- إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سُلَيْمَانَ، قَالَ: وُجِدَ فِي قَبْرِ الزمارمي [الزَّمَازِمِيِّ فِيهِ رَقٌّ مَكْتُوبٌ، تَارِيخُهُ أَلْفٌ وَ مِائَتَا سَنَةٍ، بِخَطِّ السُّرْيَانِيِّ، وَ تَفْسِيرُهُ بِالْعَرَبِيَّةِ:
قَالَ: فَلَمَّا وَقَعَتِ الْمُشَاجَرَةُ بَيْنَ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ وَ الْخَضِرِ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْكَهْفِ فِي قِصَّةِ السَّفِينَةِ وَ الْغُلَامِ وَ الْجِدَارِ.
وَ رَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ فَسَأَلَهُ أَخُوهُ هَارُونُ عَمَّا اسْتَعْلَمَهُ عَنِ الْخَضِرِ (عليه السلام).
فَقَالَ: عِلْمٌ لَا يَضُرُّ حَمْلُهُ [3]، وَ لَكِنْ كَانَ مَا هُوَ أَعْجَبُ مِنْ ذَلِكَ.
قَالَ: وَ مَا هُوَ أَعْجَبُ؟ قَالَ: فَبَيْنَمَا نَحْنُ عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ وُقُوفٌ وَ إِذَا قَدْ أَقْبَلَ طَائِرٌ عَلَى هَيْئَةِ الْخُطَّافِ، فَنَزَلَ عَلَى الْبَحْرِ، وَ أَخَذَ بِمِنْقَارِهِ فَرَمَى بِهِ إِلَى الشَّرْقِ ثُمَّ أَخَذَ ثَانِيَةً فَرَمَى بِهَا إِلَى الْغَرْبِ، ثُمَّ أَخَذَ ثَالِثَةً فَرَمَى بِهَا إِلَى الشَّمَالِ ثُمَّ أَخَذَ رَابِعَةً فَرَمَى بِهَا إِلَى الْجَنُوبِ ثُمَّ أَخَذَ خَامِسَةً فَرَمَى بِهَا إِلَى السَّمَاءِ
[1] في البحار: (يا مولاي، و اللّه لا أفارقك بل أكون معك حتّى يأتي بأجلي من عنده).
[2] عنه البحار: 40/ 274 ح 40، و عن الفضائل: 2.
[3] في البحار: (جهله).