لا
ريب في وجوبه في الشريعة المقدّسة الإسلامية، بل هو من الضروريات، و يدلّ عليه ما
عدا العقل من الأدلّة الأربعة: الكتاب [1] و السنّة [2] و الإجماع [3]، فأصل وجوبه في الجملة ممّا لا ينبغي الارتياب فيه، و إن وقع
الاختلاف الكثير في فروعاته، كما ستقف عليه.
قال
اللَّه تعالى في سورة الأنفال وَ اعْلَمُوا أَنَّما
غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ الآية، و هي نازلة بعد
حرب بدر الذي سمّاه اللَّه تعالى في هذه الآية يوم الفرقان و يوم التقى الجمعان؛
لأنّ اللَّه فرّق فيه بين المسلمين و المشركين بقمع هؤلاء و إعزاز أُولئك، و كان
يوماً التقى الجمعان فيه، و قد وقع في سنة اثنتين من الهجرة على رأس ثمانية
[3] ادّعي الإجماع في كثير من كتب فقهائنا، كالإنتصار:
226، و الخلاف 2: 117 118 مسألة 138 و 139، و غنية النزوع: 129، و المهذّب البارع
1: 556، و ذخيرة المعاد: 477، و رياض المسائل 5: 237، و مستند الشيعة 5: 10، و
جواهر الكلام 5: 16.