responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الاسلامية المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 81

ومن الواضح على ضوء هذا الحديث أن الإنسان إذا تعرّض للظلم ولم يتمكّن من الدفاع عن نفسه واستعادة حقّه، فإنّ اللَّه هو الذي يتولّى مواجهة الظلم، فهل علاقة الولد بأبيه ووثاقة العرى بينهما أقوى وأحكم أم علاقة الخالق سبحانه بعباده؟ يقول أصحاب العلوم العقلية- في إطار تحليلهم لدور الأب في إيجاد الولد-:

إنّ هذا ليس من قبيل دور السببية ولا الشرطية، بل دوره دور المُعدّ، وهو جزء من أجزاء السبب والعلّة الذي يلعب أدنى دور فيما يرتبط بالمسبّب، هذا هو المقدار الحقيقي لرابطة الأب بالابن ليس أكثر، يعني أنّ دور الأب هو دور «المعدّ»، وعليه فالدور الذي يلعبه الأب في وجود الولد هو دور ضئيل وجزء يسير من عدّة أجزاء رئيسية في إيجاد الولد.

أمّا علاقة اللَّه سبحانه بهذا الشأن فيعتبر هو السبب الأصلي بالنسبة للمسبّب؛ لأنّه هو الخالق الذي خلق هذا الولد.

وعليه فالدور الأوّل والأخير في تحقّق خلقة هذا الولد هو اللَّه وإرادته الفاعلة.

ونستشفّ ممّا تقدّم أنّ علاقة اللَّه بالعباد- بصفته خالقهم وموجدهم- تعدّأعظم وأرسخ من علاقة الآباء بأولادهم.

ولذلك حين تهبّ لمجابهة الظالم الذي يتعرّض لولدك معتبراً ذلك الظلم موجّهاً إليك، فإنّ هذه القضية تتّخذ بعداً أوسع وأشمل وأعمق بالنسبة للَّه‌تجاه عباده، أي أنّ العبد إذا تعرّض لظلم فإنّ اللَّه يغضب أسرع وأقوى وأعظم من أيّ أب بالنسبة لظلم ولده.

نعم، هذا حقّ عقلائي مفروغ منه في أن يتولّى البارئ سبحانه الأخذ على يد الظالم دفاعاً عن المظلوم:

اسم الکتاب : الدولة الاسلامية المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 81
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست