responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الاسلامية المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 77

وقد تصل به الحالة لأن يؤثر هذا الوجع على سمعه وبصره والذي يقود بالتالي إلى عدم قيام الدماغ بممارسة أنشطته العادية.

أو عندما يمتلك الإنسان أرجلًا سالمة ويتنقّل بها من مكان إلى آخر بكلّ نشاط وفعّالية، لم يخطر بباله ولو للحظة واحدة طوال ساعات مسيره قيمة هذه النعمة، نعمة وجود الأرجل السالمة! أمّا هذا الشخص إذا تعرّض أحد أسنانه للألم وأثّر ذلك في عصب أسنانه فسوف يُقيم الدُّنيا ويقعدها وتظلمّ الدنيا في عينيه، وليت الأمر يقف عند هذا الحدّ، بل سيتعذّر عليه مضغ الطعام بسهولة، وسيطرحه الألم على الأرض ويجلس في أحد زوايا البيت، وسيصعب عليه أداء أيّ عمل.

وما دام الإنسان يشعر بوجع أسنانه فإنّ ذلك سيؤثّر على أنشطة بقيّة الأعضاء، فهو لم يعد يسمع جيّداً ولا يبصر جيّداً، وحتّى أنّ دماغه سوف يضعف عن العمل.

وسوف لا يفكِّر حينئذٍ إلّابوجع الضرس الذي أَلَمَّ به، وعندها سيتذكّر أيّ نعمة عجيبة كانت لديه، إنّها نعمة الأسنان الموجودة في الفم، حيث كان قبل الألم لم يُعيرها أيّة أهمّية، وقلّما يستشعر دورها في حياته.

أو إذا تعرّضت رِجْلاه إلى ضررٍ، وفَقَد القدرة على الحركة والمشي، فلابدّ هنا أن يفقد ذلك النشاط وتلك الحيوية، ويصبح جليس داره، وعند ذلك يفهم قيمة هذه النعمة، نعمة وجود الأرجل التي يمشي بها على الأرض! وأحياناً قد يُصاب الإنسان بوعكة صحّية خفيفة إلّاأنّها تؤلمه وتعذّبه، حتّى كأنّ حياته باتت مشلولة.

وكلّنا يستفيد من عيونه منذ بزوغ الفجر وحتّى وقت النوم، فإذا كان البصر سالماً يستطيع الإنسان أن يؤدّي وظائفه على أكمل وجه، إنّ معظم الأعمال التي ينجزها الإنسان يستفيد فيها من هذه القوّة البَصَرية، ولم يفكِّر ولو مرّة واحدة أنّ هذين الجسمين الكرويّين الشفّافين- اللذين هما بهذا التركيب المعقّد والعجيب-

اسم الکتاب : الدولة الاسلامية المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 77
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست