responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الاسلامية المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 65

الأرض حتّى عن ممارسة أبسط حقوق الحياة وجعلتهم يعيشون الأمرّين، فقد أصبح القتل والنفي والاعتقال والتعذيب من المفردات اليومية التي شحن بها القاموس الإسرائيلي.

وهنا ينفرد الإسلام بأساليبه الإنسانية النبيلة.

وأقرب نموذج نحتذيه يكمن في المعاملة الكريمة التي تعتمدها الجمهورية الإسلاميّة الإيرانية بقيادة زعيمها التأريخي الإمام الخميني رضى الله عنه تجاه الأقلّيات الدينية في البلاد والتي ذاقت ومازالت تذوق طعم المساواة والحرّية.

ولا غرو فقد خاطب الإمام علي عليه السلام واليه قائلًا: «وأشْعِر قلبَكَ الرحمةَ للرعِيَّةِ، والمحبّةَ لهم، واللُطفَ بهم، ولا تكونَنَّ عليهم سَبُعاً ضارياً تَغتنمُ أَكْلَهُم، فإنَّهم صنفان: إمّا أخٌ لك في الدِّين، أو نظيرٌ لك في الخلق، يَفرُطُ منهم الزلَلُ، وتَعرِضُ لهم العِلَلُ، ويُؤتى‌ على أيديهم في العمد والخطأ، فأعطِهِمْ من عَفْوِكَ وصَفْحِكَ مثلَ الذي تحبّ وترضى أن يُعطِيكَ اللَّهُ من عَفوِهِ وصَفحِهِ، فإنَّكَ فوقَهُم، ووالي الأمر عليكَ فَوقَكَ، واللَّهُ فوقَ مَن ولّاكَ، وقَدْ استكفاكَ أمرَهُم وابتلاكَ بِهِم».

فالإمام عليه السلام يوصي مالكاً بالنظر بعين العدل والمساواة لكافّة أبناء المجتمع دون أن يكون هناك من امتياز لأحد على آخر.

هذه هي الصفة التي تميّز الحكومة الإسلاميّة عن سائر الحكومات، بينما تقف الحكومات الاستكبارية والدول التي تدّعي الحرّية وتتبنّى أُطروحة حقوق الإنسان- والتي وضعت حسب زعمها حجرها الأساس- في الخندق المقابل المعاكس للإسلام تماماً، فهي لا تجرّد الأقليّات الدينية والطبقات المحرومة من أبسط حقوقها فحسب، بل لا تتورّع عن التشبّث بمختلف الذرائع والحجج من أجل استجوابها على الدوام وتعريضها لأبشع أنواع التعذيب والتنكيل.

دوافع الفساد والتلوّث‌

اسم الکتاب : الدولة الاسلامية المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 65
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست