responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الاسلامية المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 63

الأعمال الصالحة وأهمّها؛ وهي الأهمّية التي كشف رسول اللَّه صلى الله عليه و آله عن حقيقتها حين قال: «لولا تكثير في كلامكم وتمريج في قلوبكم لرأيتم ما أرى ولسمعتم ما أسمع» [1].

وبالمقابل فإنّ هناك من لا يرى السيطرة على النفس جزءاً من الأعمال الصالحة، بل يعتبرها مقدّمة له، أي أنّ الإنسان إذا أراد أن يقوم بعمل صالح وجب عليه قبل ذلك أن يكبح جماح نفسه ويمسك بهواها.

تهذيب الغرائز

لا تتّفق المدرسة الإسلاميّة ونظرية «فرويد» في إطلاق العنان للغرائز الجنسية بصفته العامل المهمّ في صنع التأريخ، كما تختلف والرهبنة المزيّفة التي‌ترى في الوصول إلى الحقائق يكمن في قمع هذه الغرائز، وتعتقد بأنّ هذه الغرائز قد أودعت لدى الإنسان من جانب الحكيم الخبير، فهي ليست مصدراً للشرّ والفساد والحيلولة دون نيل الحقائق، وللإنسان أن يشبعها على ضوء الطرق المشروعة ووفقاً للضوابط الإسلاميّة.

ومن الطبيعي أن يؤدّي الالتزام بالمبادئ الإسلاميّة والضوابط الشرعية إلى تهذيب هذه الغرائز وصدّها عن الانحراف الذي يتنافى والاسس الإسلاميّة.

والذي يمكن أن نخلص إليه هو أنّ الإسلام يتبنّى منهاج التوازن في الغرائز لا قمعها أو إطلاق العنان لها، الأمر الذي جعل الإسلام يهبّ لمجابهة التحلّل الجنسي من جانب ويرفض الرهبنة من جانب آخر.

وهذا ما نلمسه في خطابه عليه السلام لمالك:


[1]تفسير الميزان: 5/ 270، وروى نحوه محمّد بن جرير الطبري في كتابه صريح السنّة: 29، والهيثمي في مجمع الزوائد: 1/ 208، والمنذري في الترغيب والترهيب: 3/ 497.

اسم الکتاب : الدولة الاسلامية المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 63
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست