responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الاسلامية المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 52

القانون، سواء استند إلى القوّة والقسر أم نبع من إرادة المجتمع و رغبته الذاتية، في حين ليس للقوّة والقسر من مفهوم في القوانين السماوية والتعاليم النبوية، وليس الهدف من تنفيذ القوانين سوى الرغبة والاندفاع الذاتي الذي يستند إلى الاعتقاد والإيمان.

وبناءاً على ما تقدّم نرى السلطات الثلاث- التشريعية والتنفيذية والقضائية- تحرص على جباية الضرائب المفروضة على المواطنين بغضّ النظر عن الطريقة، حيث غالباً ما تلجأ إلى القوّة والتعسّف؛ بينما حين يشرّع الإسلام فريضة الزكاة والخمس وغيرهما يطالب بامتثال النية وقصد القربة في العمل حين الدفع، كي ينبعث من القلب لا على أساس الإجبار والقوّة القهرية.

ومن هنا يرى الفقهاء أنّ ذمّة المكلّف لا تبرأ لمجرّد أدائه الحقوق الشرعية وإن بلغت ملايين الدنانير ما لم تكن لديه النيّة- وهي الإتيان بالفعل قربة إلى اللَّه- فكأنّه لم يؤدّ ذلك الحقّ بدون النيّة.

والآن وبعد أن فهمنا هذا الأمر فسوف يتّضح لدينا مفهوم نصرة اللَّه وتقديم العون له، وذلك لأنّنا ذكرنا بأنّ تعاليم الأنبياء قائمة على أساس انطلاق الناس من إيمانهم القلبي وبدافع من فطرتهم الإنسانية لإجراء أحكام اللَّه وقوانين الشريعة بعيداً عن الإجبار والإلزام الذي يجرّدهم من الإرادة والاختيار.

ومن البديهي ألّا تتحقّق مثل هذه الأفعال كما لا تتحقّق مثل هذه الأهداف السماوية دون الوعي الفكري ويقظة القلب والعودة إلى أصالة الفطرة الإنسانية.

وهذا هو المفهوم الواضح لتقديم العون وبذل النصرة للَّه‌سبحانه.

وعلى ضوء هذه النظرة فإنّ الإنسان يكون قد بذل نصرته للَّه‌إذا ما سعى ولو بخطوات هادئة متواضعة من أجل التعرّف على ذاته وسار لإصلاحها وإصلاح المجتمع وإرشاده إلى ما فيه خيره وفلاحه.

اسم الکتاب : الدولة الاسلامية المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 52
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست