responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الاسلامية المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 46

تَتَّقُونَ‌ [1] فلو كانت التقوى تعني الخوف، فهل الصيام مدعاة لإيجاد الخوف عند الإنسان؟ ثمّ ما العلاقة بين الخوف والصوم؟ بينما إذا قلنا بأنّ معنى التقوى هو الحفظ والتحفّظ- وهو كذلك- فإنّ هناك علاقة مباشرة بين التحفّظ والصوم؛ وذلك لأنّ الصوم تمرين لممارسة التحفّظ.

كما قال سبحانه في موضع آخر: اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ‌ [2].

ومن الواضح أنّ الآية ستفقد معناها و مفهومها إذا قلنا بأنّ التقوى بمعنى الخوف، في حين سيتّضح مفهومها بجلاء إذا ما فسّرنا التقوى بالتحفّظ وحفظ النفس.

وهكذا الآية: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ‌.

درجات التقوى‌

يتّضح من مجموع الآيات القرآنية وتعاليم نهج البلاغة بخصوص التقوى أنّها تشتمل على مراتب ودرجات.

ليس هنالك من ركود وسكون ووقفة في التقوى.

فالسالك لا يقطع منزلًا إلّاإذا احتاج إلى اجتياز الآخر، وهكذا فهو في حركة مستمرّة.

وعليه فلا ينبغي الاعتقاد بأنّ تقوى الفرد قد اكتملت ولم يعد أمامه من ضرورة للحركة إذا ما اجتنب المحرّمات وامتثل الواجبات، فالحركة قائمة، وهي على قدر من السعة والشمولية والتكامل الصعودي اللامتناهي بحيث يتعذّر بلوغ قمّته سوى لأهل بيت العصمة والطهارة، (أو السالكين الحقيقيّين الذين يتعالون من خلال القرآن ومنهج أهل البيت).

والدليل على هذه الرؤية الإسلامية ما ورد في بعض الآيات القرآنية


[1]سورة البقرة، الاية 183.

[2]سورة آل عمران، الآية 102.

اسم الکتاب : الدولة الاسلامية المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 46
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست