responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الاسلامية المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 38

اتّجهوا صوب الآيات القرآنية ليروا هل هناك من آية تشبه ظاهرياً ما يؤمنون به من أفكار، ليخلصوا إلى نتيجة مؤدّاها أنّ القرآن يبيّن في هذه الآية ما نؤمن به من أفكار! وعليه فإنّ مثل هذه النظرة والتعامل مع القرآن والاستنتاج من كلام اللَّه لا يقود سوى إلى الفساد والانحراف، وهي نفس النتيجة بشأن التعامل مع كلمات المعصومين عليهم السلام والتي يدور حولها هذا البحث.

ومعناه أنّنا إذا اتّجهنا صوب نهج البلاغة فلا ينبغي أن نملأ أذهاننا بالأفكار المسبقة، كما لا ينبغي التأمّل فيه بهدف العثور على ما يؤيّد الموضوع الذي نروم بحثه، ولا ينبغي أخيراً أن نؤمن بشي‌ء ثمّ نتصفّح نهج البلاغة لنرى هل هنا لك من كلام للإمام عليه السلام يمكننا أن نحمّله أفكارنا وعقائدنا، بل بالعكس لا بدّ أن نرد النهج بذهنية خالية وليس لنا من هدف سوى التدبّر فيه، لنرى ما الذي أورده الإمام علي عليه السلام بشأن الموضوع الذي نروم بحثه.

وعليه سوف نجني عدّة فوائد إذا تعاملنا مع هذا الكتاب بذهنية صافية بغية الوقوف على موضوعاته وتعاليمه، وإلّا فسوف لن نعيش سوى الفساد والانحراف.

«هَذَا مَا أَمَرَ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مَالِكَ بْنَ الْحَارِثِ الأَشْتَرَ فِي عَهْدِهِ إِلَيْهِ حِينَ وَلّاهُ مِصْرَ».

ذكرنا آنفاً أنّ كلمات المعصومين عليهم السلام خالية من المبالغة والإفراط والتفريط المتعارف لدى عامة الناس، ولا ينطوي كلامهم سوى على المعاني الخاصّة والمفاهيم الواضحة دون أن تتطرق إليه الزيادة والنقيصة.

وعلى هذا الضوء يبدو أنّ الإمام علي عليه السلام أراد أن يبيّن أمرين أساسيّين في الثقافة الإسلامية في قوله: «ما أمر به عبد اللَّه»:

الأوّل: إزالة الغفلة

اسم الکتاب : الدولة الاسلامية المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 38
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست