responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الاسلامية المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 25

واستعادة تلك المنطقة، فما كان من أولئك الناس المتذمّرين إلّاأن ولّوا ظهورهم للفاتحين المسلمين وفتحوا أبواب المدينة بوجه القوّات البيزنطية وقد سلّموها لهم لقمة سائغة.

طبعاً لم تتمكن القوات البيزنطية من إحكام سيطرتها، حيث تمكّن عمرو بن العاص بعد مدّة قليلة من استعادة المنطقة، إلّاأنّ النتيجة المهمّة التي ينبغي التوصّل إليها هي أنّ مصر أصبحت في الحقيقة بؤرة للتوتّر وكأنّها برميل من البارود يخشى انفجاره في كلّ آن؛ لأنّ الناس الذين خضعوا لسلطة اليونانيين والرومان وعانوا منهما الأمرّين، قد عقدوا آمالهم اليوم على هذا الدين الجديد، ويشقّ عليهم أن يروا ما يسي‌ء إليهم من عمّال وولاة هذا الدين الجديد الفاتح.

الحادثة الثانية: تتعلّق بثورة بعض أهالي مصر الذين تركوا ديارهم إبّان خلافة عثمان، وجاءوا إلى المدينة ليعربوا عن غضبهم واستيائهم لممارسات عمّاله وولاته، فقد قام هؤلاء المصريّون بمحاصرة دار عثمان حتّى قتلوه في نهاية الأمر.

وهذه الحادثة تشكّل القرينة الثانية على الحسّاسية القصوى للأوضاع السائدة في مصر.

تزايد دور وأهمّية مصر كلّ يوم‌

بعد فتح الاسكندريّة ثانية سقطت تدريجيّاً كلّ الأراضي المصريّة الخصبة والغنية بيد المسلمين، ولكنّ هناك أمر جدير بالإشارة إليه، وهو أنّ كلّ مناطق مصر تقريباً دخلها المسلمون بيسر ودون أيّ صعوبة أو مقاومة تُذكر.

وقيل: إنّ السبب في ذلك راجع إلى‌ الاختلافات والصراعات المذهبيّة بين اليعقوبين المصريين والملكانيين، والتي دامت لسنوات عديدة تسبّبت في حروب وقتل وأذى‌ وآلام للناس.

وكان للمسلمين دور كبير في تسريع عمليّة التسليم والفتح ودخول‌

اسم الکتاب : الدولة الاسلامية المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 25
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست