responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الاسلامية المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 16

ويمكن القول أنّهم أرسوا دعائم أكاديمية للعلوم والمعارف هناك، بحيث أصبحت بُعيد مدة قصيرة بمثابة حوزة علمية عظيمة ذات شهرة عالمية تحظى باستقطاب العلماء والفضلاء وطلبة العلوم من مختلف الأطراف والأكناف.

وتشير الشواهد التأريخية إلى إقبال كافّة الحكماء والفلاسفة والادباء والعلماء، ولا سيّما علماء العلوم العقلية والمدارس الفلسفية عليها آنذاك من كافّة مناطق العالم، فأسّسوا فيها مختلف المدارس العلمية والمكتبات الضخمة، وقد بلغ نشر العلم والثقافة وإعداد العلماء الأعلام في هذه الأكاديميّة المهمّة المعروفة درجة جعلت أغلب علماء الاسكندرية ومفكّري الحوزة العلمية المصرية يكونون في مصافّ كبار علماء اليونان، بل فاقوهم في بعض الميادين فضلًا وعلماً وبراعة، حتّى باتوا ينافسون علمياً مشاهير العالم، وقد لفتوا أنظار البشرية إليهم لقرون طويلة.

وهنا نرى من المناسب وكشاهد على ما ذكرناه أن نورد ما ذكره المحقّق والمؤرّخ المعروف «جورج سارتون» فالمؤرّخ المذكور دفعه إنصافه العلمي ووجدانه اليقظ- رغم كونه على دين النصرانية وانتماءه إلى العالم الغربي- للاعتراف بالفضل الذي تدين به الحضارة العالمية، ولا سيّما الغرب بكافّة علومه ومعارفه للمدنية الإسلاميّة، كما لا يتوانى هذا المحقّق في استعراض المصادر والأدلّة الواردة بهذا الشأن، بما جعله يتقدّم حتّى على المسلمين في هذا المجال، فقد كتب يقول: «هناك شيئان زاغ عنهما البصر في فهم علم الآثار وأوجدا الاختلاف: الأمر الأوّل: ويرتبط بالتصوّر المغلوط عن العلوم الشرقيّة السائدة، وهذا التفكير في منتهى‌ السذاجة عندما يتصوّر الإنسان أنّ العلم قد انطلق من اليونان، فإنّ معجزة علوم اليونان قد تقدّمت عليها بآلاف السنين أعمال وجهود المصريّين وربّما بلاد ما بين النهرين، ويحتمل أيضاً بقيّة البلدان.

وإنّ أكثر ما امتازت به العلوم اليونانيّة هي الجنبة التجديدية دون الجنبة الابتكاريّة والإبداعيّة.

اسم الکتاب : الدولة الاسلامية المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 16
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست