وهذا
هو الاسلوب الذي سار عليه الأنبياء عليهم السلام، فقد ورد عن الصادق عليه السلام
بشأن إسماعيل عليه السلام بأنّه وعد شخصاً خارج مكّة في منطقة يقال لها: «صفاح»
فأقام فيها مدّة ولم يحضر ذلك الشخص، فطلبه أهل مكّة فلم يجدوه، حتّى مرّ به رجل
فقال له: يا نبيّ اللَّه، ضعفنا بعدك وهلكنا.
فقال
عليه السلام: لقد وعدت فلاناً فلن أبرح حتّى يأتي، فانطلق إليه الناس وقالوا له:
يا عدوّ اللَّه، وعدتَ نبي اللَّه فأخلفته؟ فانطلق إلى إسماعيل عليه السلام وقال:
يا نبيّ اللَّه لقد نسيت ميعادك.
ثمّ
قال الصادق عليه السلام: ولذلك وصفه اللَّه في كتابه أنّه «صَادِقَ الْوَعْدِ» [1]، [2].
ثمّ
قال الصادق عليه السلام بشأن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: أنّه وعد رجلًا إلى
صخرة فقال: أنا لك هاهنا حتّى تأتي قال: فاشتدّت الشمس عليه فقال له أصحابه: يارسولاللَّه
صلى الله عليه و آله لو أنّك تحوّلت إلى الظلّ؟ فقال صلى الله عليه و آله قد وعدته
إلى هاهنا وإن لم يجئ كان منه المحشر [3].