العاملة
والكادحة في الدول الصناعية المتقدّمة- مثل أمريكا وروسيا وبريطانيا وألمانيا
وفرنسا- تعيش الأمرّين، ومازالت تناضل ضدّ الاستغلال والفقر وتمدّ يد العون
لإنقاذها من وضعها المزري.
بينما
سبق الإمام عليه السلام هذه الدول وقوانينها ليحدِّد قوانين العمل وحقوق العمّال-
قبل أكثر من ألف وثلاثمائة سنة- وقد أورد هذه القوانين حيّز التطبيق، فقد أوصى
مالكاً قائلًا له: «ثُمَّ اللَّهَ اللَّهَ فِي
الطَّبَقَةِ السُّفْلَى مِنَ الَّذِينَ لَاحِيلَةَ لَهُمْ، مِنَ الْمَسَاكِينِ
وَالْمُحْتَاجِينَ وَأَهْلِ الْبُؤْسَى وَالزَّمْنَى، فَإِنَّ فِي هَذِهِ
الطَّبَقَةِ قَانِعاً وَمُعْتَرّاً، وَاحْفَظْ لِلَّهِ مَا اسْتَحْفَظَكَ مِنْ
حَقِّهِ فِيهِمْ، وَاجْعَلْ لَهُمْ قِسْماً مِنْ بَيْتِ مَالِكَ، وَقِسْماً مِنْ
غَلّاتِ صَوَافِي الإِسْلَامِ فِي كُلِّ بَلَدٍ، فَإِنَّ لِلأَقْصَى مِنْهُمْ
مِثْلَ الَّذِي لِلأَدْنَى.
قلنا: إنّ العمّال قد تمكّنوا في عالمنا المعاصر بعد تجشّم كلّ هذا العناء
وتعرّضهم للضغوط من نيل بعض حقوقهم- من قبيل خفض ساعات العمل، وزيادة الأُجور،
وأخذ التعويضات عند الإخراج من العمل والحصول على التأمين