إنّ
المعجز لابدّ وأن يعرف إعجازه جميع من يراد بالإعجاز إقناعه، وكلّ من كان المهمّ
اعتقاده بصدق مدّعي النبوّة؛ ليخضع في مقابل التكاليف التي يأتي بها، والوظائف
التي هو الواسطة في تبليغها وإعلامها؛ ضرورة أنّ كلّ فرد منهم مكلّف بتصديق مدّعي
النبوّة، فلابدّ أن تتحقّق المعرفة- معرفة الإعجاز- بالإضافة إلى كلّ واحد منهم،
مع أنّه من المعلوم أنّ معرفة بلاغة القرآن تختصّ ببعض البشر ولاتعمّ الجميع، من
دون فرق في ذلك بين زمان النزول وسائر الأزمنة إلى يوم القيامة، فكيف يكون القرآن
معجزاً بالإضافة إلى جميع البشر، ويكون الغرض منه هداية الناس من الظلمات إلى
النور كما بيّنه نفسه؟ والجواب عن ذلك: أنّه لا يشترط في المعجز أن يدرك إعجازه الجميع، بل المعتبر
فيه هو ثبوت المعجز عندهم، بحيث لا يبقى لهم ارتياب في ذلك، وأنّه قد أتى النبيّ
صلى الله عليه و آله بما يعجز الناس عن الإتيان بمثله، وإن لم يكن حاضراً عن
الإتيان به، أو لم يكن ممّن يحتمل في حقّه الإتيان بالمثل؛ لعدم اطّلاعه على اللغة
العربيّة، أو