محمّد
بن سليمان بن عبداللَّه بن الحسن بن الحسن، عن أبيه، عن جدّه، عن عبداللَّه بن
الحسن في خطبة أبي عبداللَّه الحسين عليه السلام يوم عاشوراء، وفيها: فإنّما أنتم
من طواغيت الامّة، وشذاذ الأحزاب، ونبذة الكتاب، ونفثة الشيطان، وعصبة الآثام
ومحرّفي الكتاب، الخطبة [1].
قال
المحدّث المعاصر- بعد نقل هذه الرواية: ونسبته عليه السلام التحريف إليهم مع كونه
من فعل أسلافهم، كنسبة قتل الأنبياء إلى اليهود المعاصرين لجدّه صلى الله عليه و
آله في القرآن العظيم؛ لرضاهم جميعاً بما فعلوه واقتفائهم بآثارهم، واقتدائهم
بسيرتهم [2].
8-
ما رواه السيّد ابن طاوس في «مصباح الزائر» ومحمّد بن المشهدي في مزاره- كما في
البحار- عن الأ ئمّة عليهم السلام في زيارة جامعة طويلة معروفة، وفيها في ذكر ما
حدث بعد النبيّ صلى الله عليه و آله: «وعقّت سلمانَها، وطردت مقدادها، ونفت
جندبها، وفتقت بطن عمّارها، وحرّفت القرآن، وبدّلت الأحكام.
والجواب
عن الاستدلال بهذه الطائفة: أ نّ المراد بالتحريف وما يشابهه من العناوين المذكورة
في هذه الطائفة ليس هو التحريف بالمعنى المتنازع فيه؛ وهو تنقيص الكتاب وحذف بعض
آياته وكلماته، بل المراد به- كما عرفت [4] في أوّل البحث في معاني التحريف وإطلاقاته- هو حمل الآيات على غير
معانيها، وإنكار فضائل أهل البيت عليهم السلام ونصب العداوة لهم وقتالهم وهضم
حقوقهم.
[1] مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي: 2/ 6-
7، بحار الأنوار: 45/ 8، عوالم العلوم 17: 251- 252.
[2] فصل الخطاب للمحدث النوري: 222، الدليل
الحادي عشر.
[3] مصباح الزائر: 464، المزار الكبير: 297،
وعنهما بحار الأنوار: 102/ 166، كتاب المزار ب 57.