responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدخل التفسير( طبع جديد) المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 3

[پيش درآمد]

بسم اللَّه الرحمن الرحيم‌

الحمد للَّه‌الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً، ولا اختلاف فيه أبداً، ولو كان من عند غير اللَّه لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً، ولئن اجتمعت الإنس والجنّ على أن يأتوا بمثله لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيراً، ما فرّط فيه من شي‌ء، بل جعله تبياناً لكلّ شي‌ء، ظاهره أنيق وباطنه عميق، لا تُفنى‌ عجائبه ولا تنقضي غرائبه ولا تكشف الظلمات إلّابه، ويصدّق بعضه بعضاً، وهو الناصح الذي لا يغشّ والهادي الذي لا يُضلّ والمحدّث الذي لا يكذب، ما جالسه أحدٌ إلّاقام عنه بزيادةٍ أو نقصان:

زيادةٍ في هدى، أو نقصانٍ من عمى‌.

وإنّما القرآن هو خطّ بين الدفّتين، لا ينطق بلسان ولابدّ له من ترجمان، وإنّما ينطق عنه الرِّجال الّذين هم مع القرآن والقرآن معهم وهم أحقّ الناس به، بهم عُلِمَ الكتاب وبه عُلِموا وبهم قام الكتاب وبه قاموا، أخبرونا بأنّ فيه علم ما يأتي والحديث الماضي ودواء دائنا ونظم ما بيننا، ألا ومَنْ أدرك القرآن بهم يسري في الفتن بسراجٍ منير ويحذو فيها على مثال الصالحين، فأين نذهب والأعلام قائمة والآيات واضحة والمنار منصوبة وبيننا عترة نبيّنا، وهم أزمّة الحقّ وأعلام الدِّين وألسنة الصدق!؟ ألم يقل رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: إنّي تاركٌ فيكم الثقلين كتاب اللَّه وعترتي لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض؟ فإن تمسّكنا بهم نجونا وإن تخلّفنا عنهم غرقنا، ونسأل اللَّه أن يوفّقنا ويهدينا سواء الطريق حتّى لانستعمل الرأي فيما لا يدرك قعره البصر ولا يتغلغل إليه الفكر.

جعله اللَّه ريّاً لعطش العلماء وربيعاً لقلوب الفقهاء ومَحاجَّ لطرق الصُّلحاء وهدىً لمَن ائتمّ به وبرهاناً لمَنْ تكلّم به وعلماً لمَن وعى‌ وحديثاً لمَن روى‌ وحكماً لمن قضى.

وممّن وفّقه اللَّه للتفقّه في الدِّين ومَنَّ عليه في التمسّك بحبل اللَّه المتين القرين بعترة سيِّد المرسلين المرجع الديني آية اللَّه العظمى الشيخ محمّد الفاضل اللنكراني قدس سره؛ فتدبّر في آياته وحاجّ بالسنّة في تبيين معضلاته ومتشابهاته، وتفقّه فيه بنيِّةٍ سليمة ونفسٍ صافية، واستشفى صدره بنوره واتّبع ما أمر به في كتابه من فرائضه وسننه، فطوبى له حيث شرع في تفسير كتاب اللَّه العزيز وتبيين مقدّمات لا يستغني عنها الباحثون؛ وبحث فيها عن أُمور ثلاثة أهمّها إثبات عدم تحريف القرآن، فقد أثبت بشكل‌

اسم الکتاب : مدخل التفسير( طبع جديد) المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 3
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست