عن
الوحدة، ففي وصيّة النبيّ (صلّى اللَّه عليه و آله) لعليّ (عليه السّلام): «لا
تخرج في سفر وحدك، فإنّ الشيطان مع الواحد، و هو من الاثنين أبعد». و «لعن ثلاثة:
الآكل زاده وحده، و النائم في بيت وحده، و الراكب في الفلاة وحده». و قال: «شرّ
الناس من سافر وحده، و منع رفده، و ضرب عبده»، و «أحبّ الصحابة إلى اللَّه تعالى
أربعة، و ما زاد على سبعة إلّا كثر لَغَطُهُم» أي تشاجرهم، و من اضطرّ إلى السفر
وحده فليقل: «ما شاء اللَّه لا حول و لا قوّة إلّا باللَّه، اللهمّ آنس وحشتي، و
أعنّي على وحدتي، و أدّ غيبتي». و ينبغي أن يرافق مثله في الإنفاق، و يكره مصاحبته
دونه أو فوقه في ذلك، و أن يصحب من يتزيّن به، و لا يصحب من يكون زينته له، و
يستحبّ معاونة أصحابه و خدمتهم، و عدم الاختلاف معهم، و ترك التقدّم على رفيقه في
الطريق.
[الحادي عشر: استصحاب السفرة و التنوّق فيها، و
تطييب الزاد و التوسعة فيه، لا سيّما في سفر الحجّ]
الحادي
عشر: استصحاب السفرة و التنوّق فيها، و تطييب الزاد و التوسعة فيه، لا سيّما في
سفر الحجّ، و عن الصادق (عليه السّلام): «إنّ من المروءة في السفر كثرة الزاد و
طيبه، و بذله لمن كان معك». نعم، يكره التنوّق في سفر زيارة الحسين (عليه
السّلام)، بل يقتصر فيه على الخبز و اللبن لمن قرب من مشهده، كأهل العراق لا
مطلقاً في الأظهر، فعن الصادق (عليه السّلام): «بلغني أنّ قوماً إذا زاروا الحسين
(عليه السّلام) حملوا معهم السفرة فيها الجداء و الأخبصة و أشباهه، لو زاروا قبور
آبائهم ما حملوا معهم هذا»، و في آخر: «تاللَّه إنّ أحدكم ليذهب إلى قبر أبيه
كئيباً حزيناً و تأتونه أنتم بالسفر، كلّا حتّى تأتونه شعثاً غبراً».
[الثاني عشر: حسن التخلّق مع صحبه و رفقته]
الثاني
عشر: حسن التخلّق مع صحبه و رفقته، فعن الباقر (عليه السّلام): «ما يعبأ بمن يؤمّ
هذا البيت إذا لم يكن فيه ثلاث خصال: خلق يخالق به من صحبه، أو حلم يملك به غضبه،
أو ورع يحجزه عن معاصي اللَّه». و في المستفيضة: «المروءة في السفر ببذل الزاد، و
حسن الخلق، و المزاح في غير المعاصي». و في بعضها: «قلّة