قال
محمّد: فقدم أبي فما زال مغموما مكروبا حتّى مات
[1].
و
فيه- مضافا إلى ضعف السند-: أنّ معاملة عذافر معهما كانت بنحو يعدّ من أعوان
الظلمة عرفا، و إلّا فدعوى تطبيق هذا العنوان تعبّدا من دون تحقّقه عند العرف في
غاية البعد، بل غير تامّة و غير صحيحة.
و
رواية ابن أبي يعفور قال: كنت عند أبي عبد اللّه عليه السّلام إذ دخل (فدخل خ ل)
عليه رجل من أصحابنا، فقال له: جعلت فداك (أصلحك اللّه خ ل) إنّه ربما أصاب الرجل
منّا الضيق أو الشدّة فيدعى إلى البناء يبنيه، أو النهر يكريه، أو المسنّاة
يصلحها، فما تقول في ذلك؟
فقال
أبو عبد اللّه عليه السّلام: ما احبّ أنّي عقدت لهم عقدة، أو وكيت لهم وكاء، و إنّ
لي ما بين لابتيها، لا و لا مدّة بقلم، إنّ أعوان الظلمة يوم القيامة في سرادق من
نار حتّى يحكم اللّه بين العباد [2].
و
الوكاء بالكسر و المدّ خيط يشدّ به السرّة، و الكيس و القربة و نحوها.
و
فيه- مضافا إلى ضعف السند أيضا-: ما مرّ من الجواب عن الاستدلال بالرواية السابقة،
خصوصا مع ملاحظة التعليل الواقع فيها، و مع التعبير بقوله عليه السّلام:
[1] الكافي 5: 105 ح 1، و عنه وسائل الشيعة 17:
178، كتاب التجارة، أبواب ما يكتسب به ب 42 ح 3 و الوافي 17: 151 ح 17028 و مرآة
العقول 19: 61 ح 1.
[2] الكافي 5: 107 ح 7، تهذيب الأحكام 6: 331 ح
919، و عنهما وسائل الشيعة 17: 179، كتاب التجارة، أبواب ما يكتسب به ب 42 ح 6 و
الوافي 17: 155 ح 17034.
و
في مرآة العقول 19: 63 ح 7 عن الكافي.
و
في ملاذ الأخيار في فهم تهذيب الأخبار 10: 274 ح 40 عن التهذيب.