يوم
القيامة يهوديا أو نصرانيا. [1] و ظاهرها ان مجرد الترك في تمام العمر يوجب تحقق الكفر و لا محالة
يكون حين الموت كافرا و لكن حيث لا تكون الطوائف التسعة الأخرى محكومة بالكفر
الاصطلاحي الموجب لترتب آثار الكفر من النجاسة و غيرها فلا محالة لا يكون المراد
من الكفر المسبب عن ترك الحج أيضا ذلك و يؤيده انه على هذا التقدير كان اللازم ان
يقال مات يهوديا أو نصرانيا لا انه يبعثه اللَّه يوم القيامة كذلك و عليه فهو حين
الموت لا يكون كافرا حتى يترتب عليه ما يترتب على الميت الكافر من الاحكام.
و
منها: ما رواه الكليني بسندين أحدهما صحيح عن على بن جعفر عن أخيه موسى-
عليه السلام- قال ان اللَّه عز و جل فرض الحج على أهل الجدة في كل عام و ذلك قوله
عز و جل وَ لِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ
إِلَيْهِ سَبِيلًا وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ قال قلت فمن لم يحج منا فقد كفر؟ قال: لا و لكن من قال ليس هذا هكذا
فقد كفر. [2] و في معنى ذيل الرواية احتمالان:
أحدهما ان يكون المراد ان من قال ليس الحج هكذا اى بواجب و في الحقيقة أنكر
وجوب الحج فقد كفر.
ثانيهما ما افاده بعض الاعلام من ان الظاهر من ذلك رجوعه إلى إنكار القرآن و
ان هذه الآية ليست من القرآن و ان القرآن ليس هكذا فإنه- ع- استشهد أولا بقول
اللَّه- عز و جل- وَ لِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ
الْبَيْتِ ثم سئل السائل فمن لم يحج منا فقد كفر قال- ع- لا و لكن من قال ليس
هذا هكذا فقد كفر فالإنكار راجع الى إنكار القرآن و تكذيب النبي- ص.