[فائدة في بعض الآيات التي تستفاد منها إمامة
الأئمّة الأطهار (عليهم السّلام]
فائدة
في بعض الآيات التي تستفاد منها إمامة الأئمّة الأطهار (عليهم السّلام و قد بدا لي
أن أتبرّك في الختام بذكر بعض الآيات التي يستفاد منها إمامة الأئمّة الأطهار
عليهم الصلاة و السلام أجمعين من غير الافتقار إلى الاستمداد بالروايات، ككثير من
الآيات الواردة في هذا المجال، و هو قوله تعالى في سورة البقرة وَ إِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَ
إِسْماعِيلُ[1] إلى الآيتين بعدها، فإنّ المستفاد
منها أنّ إبراهيم و إسماعيل (عليهما السّلام) حين رفعهما القواعد من الكعبة قد
دعيا اللَّه و طلبا منه أُموراً متعدّدة:
منها:
قولهما رَبَّنا وَ اجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ[2] فإنّ الظاهر بملاحظة وقوع هذا الدعاء
من إبراهيم الذي كانت له مرتبة الرسالة و النبوّة أنّ المراد من هذا الإسلام هو
أعلى مراتب التسليم في مقابل اللَّه تبارك و تعالى، و إلّا لا يكاد يجتمع مع وجود
النبوّة الفعلية و الرسالة الثابتة حال الدعاء.
و
لا مجال لدعوى كون المراد هو الإبقاء على الإسلام، فإنّه خلاف الظاهر جدّاً و إن
كان ربما يؤيّد بقولنا حكاية عن القرآن في الصلوات اليومية اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ[3]، ثمّ قالا وَ مِنْ ذُرِّيَّتِنا
أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ[4] و مفاده أمران:
أحدهما:
اختصاص بعض الذريّة المنسوبة إلى إبراهيم من طريق إسماعيل.