هذه النصوص والشواهد التاريخية فيها دلالة واضحة على رجوع الإمام أمير المؤمنين (ع) من اليمن والتحاقه بنبيّ الرحمة محمد (ص). وبه يسقط كلام القاضي في المواقف عن درجة الاعتبار حيث ذهب إلى أنّ علياً (ع) كان باليمن.

تحقيق حول ذيل الرواية

أشرنا سابقاً بأنّ زيد بن أرقم الصحابي قد شهد واقعة الغدير ورأى بامّ عينيه حينما رفع الرسول الأعظم (ص) بيد الإمام أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام وقال:

(من كنت مولاه فهذا علي مولاه)

فحينما سألوه: هل أنّ الرسول (ص) قال:

(اللهم وال من والاه وعاد من عاداه)

فأجاب: إنّما أُخبرك كما سمعت. [1]

فكأنّ زيد لم يسمعها ويريد التشكيك في ذيل الرواية وكتمانها

ويؤيد صدرها، ولعل هذا الترديد منه صار سبباً لتشكيك بعض المحدّثين والرواة وأهل الحديث والرجال كابن تيمية- الذي حاله معلوم وموقفه واضح بالنسبة إلى أهل البيت (ع) الذين طهّرهم الله في آية التطهير [2] وخصوص الإمام أمير المؤمنين (ع)- وابن أبي داود وابن أبي حاتم.

ففي هذا المجال من البحث بالمناسبة نسلّط الضوء على ذيل‌

[1]. تاريخ دمشق الكبيرة 45/ 165.

[2]. سورة الأحزاب: 33.