على طريق الأردن، وفيها آثار قديمة وجميلة أهمها دير بحيرا الراهب الذي تفرس في رسول الله (ص) علائم النبوة، وكان حينذاك صغيراً أتى به عمه أبوطالب (ع) في سفره التجاري من مكة نحو الشام، وفيها أيضاً مبرك الناقة.

أصحاب المهدي (ع)

قَالَ الْطَّبَريُّ الإِمَاميُّ فِي كِتَابِ دَلَائِلِ الإِمَامَةِ: حَدَّثَنِي أَبوُ الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ هَاروُنَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي هَاروُنُ بْنُ مُوسَى بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَثَنَا أَبوُ عَلِيٍّ الْحَسَنُ ابْنُ مُحَمَّدٍ النَّهَاوَنْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبوُ جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْقُمِّيِّ الْقَطَّانُ المَعْروُفُ بِابْنِ الخَزَّازِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْخُرَاسَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبوُ حَسَّانَ سَعِيدُ بْنُ جَنَاحٍ، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (ع) قَالَ: قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ! هَلْ كَانَ أَمِيُر المُؤْمِنِينَ (ع) يَعَلْمُ أَصْحَابَ الْقَائِمِ (ع) كَمَا كَانَ يَعْلَمُ عِدَّتَهُمْ؟ قَالَ أَبوُ عَبْدِ اللهِ (ع): حَدَّثَنِي أَبِي (ع) قَالَ: لَقَدْ كَانَ يَعْرِفُهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ وَقَبَائِلِهِمْ رَجُلًا فَرَجُلًا، وَمَوَاضِعَ مَنَازِلِهمْ وَمَرَاتِبِهِمْ، فَكُلُّ مَا عَرِفَهُ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ (ع) عَرِفَهُ الْحَسَنُ (ع)، وَكُلُّ مَاعَرِفَهُ الْحَسَنُ (ع) فَقَدْ عَرِفَهُ الْحُسَيْنُ (ع) [1]، وَكُلُّ مَا عَرِفَهُ الْحُسَيْنُ (ع) فَقَدْ عَرِفَهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ (ع)، وَكُلُّ مَا عَلِمَهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ (ع) فَقَدْ صَارَ عِلْمُهُ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ (ع)، وَكُلُّ مَا قَدْ عَلِمَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ (ع) فَقَدْ عَلِمَهُ وَعَرِفَهُ صَاحِبُكُمْ- يَعْنِي نَفْسَهُ (ع)- فَقَالَ أَبوُ بَصِيرٍ: قُلْتُ: مَكْتوُبٌ؟ قَالَ: فَقَالَ أَبوُ عَبْدِ اللهِ (ع): مَكْتوُبٌ فِي كِتَابِ مَحْفوُظٍ فِي الْقُلْبِ، مُثْبَتٌ فِي الذِّكْرِ لَا يُنْسَى. قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ! أَخْبِرْنِي بِعَدَدِهِمْ وَبُلْدَانِهِمْ وَمَوَاضِعِهِم، فَذَاكَ يَقْتَضِى مِنْ أَسْمَائِهِم، فَقَالَ (ع): إِذَا كَانَ يَوْمَ‌

[1]. وفي نسخة: فقد صار علمه إلى الحسين (ع).