الرأي
المختار: وعلى ما استفدناه من روايات قاعدة الفراغ والتجاوز من الفرق بين
القاعدتين حيث إنّ قاعدة الفراغ مختصّة بالشك فيما بعد العمل وقاعدة التجاوز بالشك
في أثناء العمل وأنكرنا نظرية المشهور في الفرق بين القاعدتين من جهة أنّ مورد
قاعدة التجاوز هو الشك في أصل الوجود ومورد قاعدة الفراغ هو الشك في الصحة.
وعليه
نستنتج أنّ قاعدة التجاوز تجري في الشك أثناء العمل مطلقاً سواءً كان الشك في وجود
الشيء أم في صحّته. ولا داعي حينئذٍ إلى تنقيح المناط والأولوية في البحث.
ما
المراد من المحلّ في قاعدة التجاوز؟
لابدّ
من قاعدة التجاوز من التجاوز عن المحلّ والسؤال هنا هو إنّه ما معنى التجاوز عن
المحل؟ وما معنى المحلّ؟
ذُكِرَ
في الجواب عن هذا السؤال ثلاثة احتمالات:
الاحتمال
الأوّل: أنّ المراد بالمحل هو المحل الشرعي المقرر الذي حدّده وعيّنه الشارع
المقدّس.
الاحتمال
الثاني: إنّ المراد هو المحلّ العقلي فإنّ العقل يجعل للأشياء والأشياء
محلًا معيناً عن طريق الملاكات المختلفة فعلى سبيل المثال إن جملة (الله أكبر) من
حيث الوضع اللغوي لهذه الهيئة التركيبية يكون لفظ الجلالة مقدّماً فيها على لفظة
(أكبر) فالمراد بالمحلّ العقلي هو المحلّ الذي لم يتعيّن من قبل الشارع بل تعيّن
وفقاً لضابطة أخرى كالقانون الوضعي.
الاحتمال
الثالث: أن يكون المراد بالمحلّ هو المحلّ العادي وهو ما تحقّق بحسب العادة
سواء كانت عادةً شخصية أم نوعية، فمثلًا من كانت عادته التوضؤ