responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معجم طبقات المتكلمين المؤلف : اللجنة العلمية في مؤسسة الإمام الصادق(ع)    الجزء : 1  صفحة : 84

يقول الشهرستاني: فصنف منهم أنكروا الخالق والبعث والإعادة، وقالوا بالطبع المحيي والدهر المفني وهم الذين أخبر عنهم القرآن المجيد (وَقالُوا ما هِيَ إِلاّ حَياتُنا الدُّنيا نَمُوتُ وَنَحْيا)[1] إشارة إلى الطبائع المحسوسة في العالم السفلي وقصراً للحياة والموت على تركّبها وتحلّلها، فالجامع هو الطبع والمهلك هو الدهر (وَما يُهْلِكُنا إِلاّ الدَّهر).[2]

وصنف منهم أقرّوا بالخالق وابتداء الخلق والإبداع وأنكروا البعث والإعادة، وهم الذين أخبر عنهم القرآن: (وَضَرَبَ لَنا مَثلاً وَنََسِيَ خَلْقهُ قال مَنْ يُحْيِي العِظامَ وَهِيَ رَمِيم).[3]

وصنف منهم أقرّوا بالخالق وابتداء الخلق ونوع من الإعادة وأنكروا الرسل وعبدوا الأصنام وزعموا انّهم شفعاؤهم عند اللّه في الدار الآخرة، وحجّوا إليها، ونحروا لها الهدايا وقرّبوا القرابين، وتقرّبوا إليها بالمناسك والمشاعر، وأحلّوا وحرّموا; وهم الدهماء من العرب إلاّ شرذمة منهم.

ومن العرب من يعتقد بالتناسخ فيقول: إذا مات الإنسان أو قتل اجتمـع دم الدماغ وأجزاء بنيته، فانتصب طيراً «هامة» فيرجع إلى رأس القبر كلّ مائة سنة، وعن هذا: أنكر عليهم الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) فقال:«لا هامة ولا عدوى ولا صفر».[4]

إنّ العرب وإن اعتنقوا الإسلام ولكن جذور هذه الأفكار كانت موجودة في أذهانهم خلفاً بعد سلف، إذ لا تقلع الأفكار الراسخة بمضي يوم أو سنة أو سنين،


[1]الجاثية:24.
[2]الجاثية:24.
[3]يس:78.
[4]الملل والنحل للشهرستاني:2/216ـ 217، المكتبة العصرية، بيروت. والحديث رواه أبو داود في سننه برقم (3921)، وأحمد في مسنده:1/174.
اسم الکتاب : معجم طبقات المتكلمين المؤلف : اللجنة العلمية في مؤسسة الإمام الصادق(ع)    الجزء : 1  صفحة : 84
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست