responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معجم طبقات المتكلمين المؤلف : اللجنة العلمية في مؤسسة الإمام الصادق(ع)    الجزء : 1  صفحة : 219

الإمام البخاري في صحيحه.

وهؤلاء تركوا صحيح النص في القرآن الكريم، أعني: (لا تُدرِكُهُ الأبصارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ الأَبْصارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبيرُ)[1] ، كما تركوا قضاء العقل الصريح وأخذوا بالرواية، ولولا وجود هذا الحديث في الصحيح لما أخذوا بهذا القول، ولكنّهم غفلوا عن أبسط الدلائل على امتناع الرؤية، لأنّ الرؤية لا تخلو عن حالتين: إمّا تقع على الذات كلّها، أو على البعض; فعلى الأوّل يلزم أن يكون المرئي محدوداً متناهياً محصوراً شاغلاً لناحية من النواحي وتخلو النواحي الأُخرى منه، وعلى الثاني يلزم أن يكون مركّباً متحيّزاً ذا جهة.

إنّ فكرة الرؤية فكرة مستوردة جاءت من جانب الأحبار والرهبان بتدليس خاصّ. فإنّ أهل الكتاب يدينون برؤيته سبحانه، و قد تصدّى أئمّة أهل البيت(عليهم السلام) لتلك الفكرة بخطبهم وأحاديثهم التي لا يسعنا إيرادها في هذا البحث. قال الإمام علي عليه السَّلام في خطبة الأشباح:

«الأوّل الذي لم يكن له قبلُ فيكون شيء قبله، والآخر الذي ليس له بعدُ فيكون شيء بعده، والرادع أناسيّ الأبصار عن أن تناله أو تدركه».[2]

وقد سأله ذعلب اليماني فقال: هل رأيت ربّك يا أمير المؤمنين؟ فقال (عليه السلام): «أفأعبد مالا أرى؟» فقال: كيف تراه؟ فقال: «لا تدركه العيون بمشاهدة العيان ولكن تدركه القلوب بحقائق الايمان، قريب من الأشياء غير ملابس، بعيد منها غير مبائن».[3]


[1]الأنعام:103.
[2]نهج البلاغة، الخطبة87، ط عبده.
[3]نهج البلاغة، الخطبة174.
اسم الکتاب : معجم طبقات المتكلمين المؤلف : اللجنة العلمية في مؤسسة الإمام الصادق(ع)    الجزء : 1  صفحة : 219
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست