responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معجم طبقات المتكلمين المؤلف : اللجنة العلمية في مؤسسة الإمام الصادق(ع)    الجزء : 1  صفحة : 189

وأقصى ما يمكن أن يقال: إنّ الرجل كان في بداية أمره من تلاميذ أبي الشاكر الديصاني، صاحب النزعة الإلحادية في الإسلام، ثمّ تبع الجهم بن صفوان، الجبري المتطرّف المقتول بترمذ عام 128هـ، ثمّ لحق بالإمام الصادق(عليه السلام) ودان بمذهب الإمامية، وما تنقل منه من الآراء التي لا توافق أُصول الإمامية، فإنّما هي راجعة إلى العصرين اللّذين كان فيهما على النزعة الإلحادية أو الجهمية، وأمّا بعد ما لحق بالإمام الصادق (عليه السلام)فقد انطبعت عقليّته بمعارف أهل البيت إلى حدّ كبير، حتّى صار أحد المناضلين عن عقائد الشيعة الإمامية.[1]

وإنّني أعتقد أنّ هذا الكلام الواضح كالشمس في رابعة النهار، يبدّد كلّ السحب السوداء التي أحاطت بآراء ومقالات هشام، ولم يُبق لطلاّب الحقيقة من عذر في جهل شخصية هشام، وسمو منزلته في العلم والإيمان والعقائد الصحيحة.

2. الشيعة ورثة المعتزلة

هذه هي التهمة الأُخرى التي ألصقها خصوم الشيعة بهم، وقد مرّ في كلام الخياط وغيره الإشارة إليها واجترّها الباحث الغربي «آدم متز» في كتابه «الحضارة الإسلامية في القرن الرابع»، وقد خصّص الفصل الخامس من كتابه للشيعة، ولم يكن عنده ـ حسب اعترافه ـ إلاّ مخطوط علل الشرائع للصدوق (306ـ 381هـ) وقد عثر عليه في مكتبة برلين، ولم يذكر في هذا الفصل شيئاً مهماً عن الشيعة سوى الصراعات والفتن التي دارت في هذا القرن وما قبله بين السنّة والشيعة في بغداد وغيرها، وقد جمع تلك الصفحات بجدّ وحماس، وكأنّه يريد أن يلخّص الشيعة في


[1]راجع بحوث في الملل والنحل:6/578.
اسم الکتاب : معجم طبقات المتكلمين المؤلف : اللجنة العلمية في مؤسسة الإمام الصادق(ع)    الجزء : 1  صفحة : 189
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست