responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محاظرات في الالهيات المؤلف : الرباني الگلپايگاني، الشيخ علي    الجزء : 1  صفحة : 40

نظريّة التثليث عند النصارى

إنّ كلمات المسيحيين في كتبهم الكلاميّة تحكي عن أنّ الاعتقاد بالتثليث من المسائل الاَساسية التي تبنى عليها عقيدتهم، ولا مناص لاَيِّ مسيحي من الاعتقاد به، وفي عين الوقت يعتبرون أنفسهم موحّدين غير مشركين، وانّ الاِله في عين كونه واحداً ثلاثة ومع كونه ثلاثة واحد أيضاً.

وأقصى ما عندهم في تفسير الجمع بين هذين النقيضين هو انّ عقيدة التثليث عقيدة تعبّديّة محضة ولا سبيل إلى نفيها وإثباتها إلاّ الوحي، فإنّها فوق التجربيات الحسيّة والاِدراكات العقليّة المحدودة للاِنسان.

نقد هذه النظرية

ويلاحظ عليه أوّلاً: أنّ استناد هذه النظرية إلى الوحي من طريق الاَناجيل مردود، لاَنّها ليست كتباً سماوية، بل تدلّ طريقة كتابتها على أنّها أُلّفت بعد رفع المسيح إلى اللّه سبحانه أو بعد صلبه على زعم المسيحيين، والشاهد انّه وردت في آخر الاَناجيل الاَربعة كيفية صلبه ودفنه ثمّ عروجه إلى السماء.

أضف إلى ذلك انّ عقيدة التثليث بالتفسير المتقدّم مشتملة على التناقض الصريح، إذ من جانب يعرّفون كلّ واحد من الآلهة الثلاثة بأنّه متشخّص ومتميّز عن البقية، وفي الوقت نفسه يعتبرون الجميع واحداً حقيقة لا مجازاً، أفيمكن الاعتقاد بشيء يضادّ بداهة العقل، ثمّ إسناده إلى ساحة الوحي الاِلهي؟!

وثانياً: نسأل ما هو مقصودكم من الاَقانيم والآلهة الثلاثة الّتي تتشكّل منها الطبيعة الاِلهية الواحدة، فإنّ لها صورتين لا تناسب واحدة منهما ساحته سبحانه:

اسم الکتاب : محاظرات في الالهيات المؤلف : الرباني الگلپايگاني، الشيخ علي    الجزء : 1  صفحة : 40
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست