responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محاظرات في الالهيات المؤلف : الرباني الگلپايگاني، الشيخ علي    الجزء : 1  صفحة : 254

هاهنا شقّاً ثالثاً وهو إتيانهم بما لا يصل إليه العقل بالطاقات الميسورة له، فإنّك قد عرفت فيما أقمنا من الاَدلّة على لزوم البعثة، أنّ عقل الاِنسان وتفكّره قاصر عن نيل الكثير من المسائل.

الدليل الثاني

قد دلّت الدلائل العقلية على أنّ للعالم صانعاً عالماً قادراً حكيماً، وأنّه أنعم على عباده نعماً توجب الشكر، فننظر في آيات خلقه بعقولنا، ونشكره بآلائه علينا، وإذا عرفناه وشكرنا له، استوجبنا ثوابه، وإذا أنكرناه وكفرنا به، استوجبنا عقابه، فما بالنا نتّبع بشراً مثلنا؟!

والجواب عنه بوجهين:

الاَوّل: إنّ كثيراً من الناس لا يعرفون كيفية الشكر، فربما يتصوّرون أنّ عبادة المقرَّبين نوع شكر للّه سبحانه، فلاَجل ذلك ترى عبدة الاَصنام و الاَوثان يعتقدون أنّ عبادتهم للمخلوق شيءٌ موجب للتقرّب. [1]

الثاني: إنّ تخصيص برامج الاَنبياء بالاَمر بالشكر والنهي عن كفران النعمة، غفلة عن أهدافهم السامية، فإنّهم جاءوا لاِسعاد البشر في حياتهم الفردية والاجتماعية، ولا تختصّ رسالتهم بالاَوراد والاَذكار الجافّة، كتلك الّتي يردّدها أصحاب بعض الديانات أيّام السّبت والاَحد في البيع والكنائس، وإنّك لتقف على عظيم أهداف رسالة النبيّ الاَكرمص إذا وقفت على كلمته المأثورة:

«إنّي قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة». [2]


[1]قال تعالى حكاية عن المشركين:(وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَولياءَ ما نَعْبُدُهُمْ إِلاّ لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللّهِ زُلْفى) (الزمر:3).
[2]تاريخ الطبري، :2|63، قاله النبي عند دعوة أقاربه إلى الاِسلام.

اسم الکتاب : محاظرات في الالهيات المؤلف : الرباني الگلپايگاني، الشيخ علي    الجزء : 1  صفحة : 254
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست