responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محاظرات في الالهيات المؤلف : الرباني الگلپايگاني، الشيخ علي    الجزء : 1  صفحة : 17

التجريبيّة . ومازالت العلوم الطبيعيّة تكشف مظاهر وأبعاداً جديدة من النظام السائد في عالم الطبيعية، وهناك مئات بل آلاف من الرسائل والكتب الموَلّفة حول العلوم الطبيعيّة مليئة بذكر ما للعالم الطبيعي من النظام المعجب. فلا حاجة إلى تطويل الكلام في هذا المجال.

وأمّا الثانية: فهي أنّ العقل بعد ما لاحظ النظام وما يقوم عليه من المحاسبة والتقدير والتوازن والانسجام، يحكم بالبداهة بأنّ أمراً هكذا شأنه يمتنع صدوره إلاّ عن فاعل قادر عليم ذي إرادة وقصد، ويستحيل تحقّقها صدفة وتبعاً لحركات فوضويّة للمادّة العمياء الصمّاء، فإنّ تصوّر مفهوم النظم وأنّه ملازم للمحاسبة والعلم يكفي في التصديق بأنّ النظم لا ينفك عن وجود ناظم عالم أوجده، وهذا على غرار حكم العقل بأنّ كلّ ممكن فله علّة موجدة، وغير ذلك من البديهيات العقلية.

برهان النظم في الوحي الاِلهي

إنّ الوحي الاِلهي قد أعطى برهان [1]النظم إهتماماً بالغاً، وهناك آيات كثيرة من القرآن تدعو الاِنسان إلى مطالعة الكون وما فيه من النظم والاِتقان حتّى يهتدي إلى وجود اللّه تعالى وعلمه وحكمته.

نرى أنّ القرآن الكريم يلفت نظر الاِنسان إلى السّير في الآفاق والاَنفس ويقول:


[1]إنّ برهان النظم متفرّع على قانون العلّية، وإنّ كلّ حادثة فلها علّة محدثة لا محالة، وحينئذٍ يقع الكلام في صفات تلك العلّة، فهل يجب أن تكون عالماً وقادراً ومختاراً أو لا يجب ذلك؟ وبرهان النظم بصدد إثبات وجود هذه الصفات لعلّة الحوادث الكونية وفاعلها، وهذا ما يرتئيه القرآن الكريم والاَحاديث الاِسلامية في الدعوة إلى مطالعة الكون والتفكّر في آياته .
اسم الکتاب : محاظرات في الالهيات المؤلف : الرباني الگلپايگاني، الشيخ علي    الجزء : 1  صفحة : 17
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست