وهذه الآيات تدلّ على أنّه سبحانه اتّخذ وجدان الاِنسان سنداً
لقضائه فيما تستقلّ به عقليته، فالاِنسان يجد من تلقاء نفسه قبح التسوية
عند الجزاء بين المفسد والمصلح والفاجر و الموَمن والمسلم والمجرم،
كما انّه يدرك كذلك حسن جزاء الاِحسان بالاِحسان، وهذا الاِدراك
الفطري هو السند في حكم العقل بوجوب يوم البعث والحساب كي يفصل
بين الفريقين ويجزى كلّمنهما بما يقتضيه العدل والاِحسان الاِلهي.