اسم الکتاب : البداء على ضوء الكتابِ والسنّة المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 81
على الدعاء والعمل الصالح انقلب التقدير الأوّل إلى خلافه وضدّه، فتكتب في حقّه الزيادة في الأجل والرزق، وغيرهما.
نعم هو سبحانه يعلم من الأزل أنّ أي عبد يختار أيّ واحد من التقديرين طول حياته، أو أن أيّ عبد ينتقل من تقدير إلى تقدير آخر، فليس هاهنا تقدير واحد، وقضاء فارد، لا ينفك عنه الإنسان ولا مناص له منه، وإن كان هناك علم واحد أزلي غير متغيّر.
وزان التقديرين وزان الأجلين
وهذا مثل قوله سبحانه: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِين ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ)[1] .
والمراد من الأجل الأوّل هو القابليّة الطبيعيّة لأفراد النوع الإنساني، والعمر الطبيعي لنوع الإنسان .
وأمّا الأجل المسمّى فهو الأجل القطعي الذي لا يتجاوزه الفرد، وإليه يشير سبحانه بقوله: (فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ)[2].
نعم الأجل المسمّى كثيراً ما ينقص عن الأجل المطلق، فلو