responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البداء على ضوء الكتابِ والسنّة المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 64

2. قال الشيخ المفيد في شرح عقائد الصدوق: وقد يكون الشيء مكتوباً بشرط فيتغيّر الحال فيه، قال الله تعالى: (ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ )[1] فتبيّن أنّ الآجال على ضربين; ضرب منها مشترط يصحّ فيه الزيادة والنقصان، ألاترى قوله تعالى: (وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّر وَلاَ يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَاب)(2)، وقوله تعالى:
(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَات مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ)[2]، فبيَّن أنّ آجالهم كانت مشترطة في الامتداد بالبرّ والانقطاع عن الفسوق، وقال تعالى فيما أخبر به عن نوح (عليه السلام)في خطابه لقومه: (اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا)[3] إلى آخر آيات السورة، فاشترط لهم في
مدّ الأجل وسبوغ النعم، الاستغفار فلمّا لم يفعلوه قطع آجالهم
وبتر أعمالهم، واستأصلهم بالعذاب، فالبداء من الله تعالى يختصّ ما كان مشترطاً في التقدير وليس هو الانتقال من عزيمة إلى عزيمة، ولا من تعقّب الرأي، تعالى الله عمّا يقول المبطلون علواً كبيراً»[4].



[1] الأنعام: 2. 2 . فاطر: 11 .
[2] الأعراف: 96 .
[3] نوح: 10 ـ 11.
[4] شرح عقائد الصدوق: 25، باب معنى البداء وسيوافيك من الشيخ المفيد ومنّا وجه إطلاق البداء على الله سبحانه.
اسم الکتاب : البداء على ضوء الكتابِ والسنّة المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 64
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست