responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البداء على ضوء الكتابِ والسنّة المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 62

حقيقة البداء على ضوء الكتاب والسنّة

إذا عرفت هذه المقدّمات السبع الّتي تشكّل أساس مسألة «البداء» تقف على أنّ المراد من البداء ليس إلاّ تغيير المصير والمقدّر بالأعمال الصالحة أو الطالحة، فليس الإنسان في مقابل التقدير مسيَّر، بل هو ـ بعدُ ـ مخيّرٌ في أن يغيّر التقدير بصالح أعماله، أو بطالح أفعاله، وأنّ هذا (أي تمكّن الإنسان من تغيير المصير بعمله) هو أيضاً جزء من تقديره سبحانه.

فبما أنّه سبحانه (كُلَّ يَوْم هُوَ فِي شَأْن)[1]، وبما أنّ مشيئته حاكمة على قدره، وبما أنّ العبد مختار لا مسيَّر، حرّ لا مجبور، فله أن يغيّر مصيره ومقدّره بحسن فعله ويخرج نفسه من عداد الأشقياء ويدخلها في عداد السعداء كما أنّ له عكس ذلك، وبما أنّ (اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْم حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ )[2] فإنّ الله سبحانه يغيّر قدر العبد بتغيير من العبد بحسن عمله أو سوء عمله، ولا يعدّ تغيير هذا القضاء الإلهي بحسن الفعل، وتغيير القدر بسوء العمل، معارضاً لتقديره الأوّل سبحانه بل هو أيضاً جزء من قدره وقضائه



[1] الرحمن: 29 .
[2] الرعد: 11.
اسم الکتاب : البداء على ضوء الكتابِ والسنّة المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 62
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست