responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البداء على ضوء الكتابِ والسنّة المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 60

فله أن يمحو ما يشاء ويُثبِتُ ما يشاء، ويسعد من شاء ويشقي من شاء، حسب ما يتحلّى به العبد من مكارم الأخلاق وصالح الأعمال، أو يرتكب من طالح الأعمال، وليست مشيئته سبحانه جزافيّة غير تابعة لضابطة حكيمة، بل لو تاب العبد وعمل بالفرائض، وتمسّك بالعصم خرج من صفوف الأشقياء ودخل في عداد السعداء، وبالعكس.

وهكذا كلّ ما قدّر في حقّ الإنسان من الحياة والموت والصحّة والمرض، والغنى والفقر، والسعادة والشقاء يمكن تغييره بالدعاء، والصدقة، وصلة الرحم، وإكرام الوالدين، فالبداء يبعث نور الرجاء في قلوب هؤلاء.

وقال السيد مكّي في كتابه «عقيدة الشيعة في الإمام الصادق(عليه السلام) و سائر الأئمة(عليهم السلام)» في بيان فوائد البداء ولزوم الالتزام به: إنّ في البداء الإقرار بقدرته تعالى، وإنّ جميع الأُمور تحت سلطانه يتصرّف فيها كما يشاء على حسب ما تقتضيه المصالح الّتي يراها الله تعالى، وهو موجب لانقطاع العبد إلى ربّه عند طلب الحاجات والابتهال إليه تعالى بالدعاء في نجاح ما سأل، وفيه الاستكانة والتضرّع والخوف منه تعالى والرجاء منه مالا يرجى من غيره، وظهور العبد بمظهر العجز بين يدي من له الحول والقوّة، ولو كان كلّ ما جرى فيه التقدير كائناً حتماً ولا يكون أبداً لم ينفع

اسم الکتاب : البداء على ضوء الكتابِ والسنّة المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 60
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست