responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البداء على ضوء الكتابِ والسنّة المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 17

الأُولى: في تفسير لفظ البداء

إنّ «البداء» في اللغة هو الظهور بعد الخفاء، قال الراغب في مفرداته [1]: «بدا الشيء بُدواً، وبداءً أي ظهر ظهوراً بيّناً، قال الله تعالى: (وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ * وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا)[2].

وعلى ذلك، فلا يُطلَق «البَداء» في المحاورات العرفيّة إلاّ إذا ما بدا له رأي في الشيء لم يكن له ذلك الرأي سابقاً، بأن يتبدّل عزمه في العمل الذي كان يريد أن يصنعه، ويحدث عنده ما يغيّر رأيه وعلمه به، فيبدو له تركُه، بعد أن كان يريد فعلَه، أو بالعكس وذلك عن جهل بالمصالح والمفاسد.

هذا هو معنى «البداء» وعليه جرت اللغة والعرف، ومن المعلوم أنّه لا يمكن أن يُطلق «البداء» بهذا المعنى على الله سبحانه لاستلزامه حدوث علمه تعالى بشيء بعد جهله به، وهذا محال، ولا أظنّ أن يطلق مسلمٌ عارف بالكتاب والسنّة ملمّ بالمباحث الفلسفيّة والكلاميّة، البداء بهذا المعنى في حقّه سبحانه، ونسبته بهذا المعنى إلى الشيعة كما فعل البلخي والرازي وغيرهما ـ ناقلاً له عن سليمان بن جرير ـ ناشئة عن عدم معرفتهم بمعتقد الإماميّة في



[1] المفردات للراغب: 40، مادة «بدا».
[2] الزمر: 47 ـ 48 .
اسم الکتاب : البداء على ضوء الكتابِ والسنّة المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 17
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست